كيف لبلد، بدائي وفقير ومعزول جغرافيا، أن يتحول إلى مسرح لاستعراض القوة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية في سنوات الحرب الباردة؟
لم تترك واشنطن مجالا أمام موسكو للاحتفال بدخول قواتها إلى أفغانستان في شتاء 1979. إذ سارع البيت الأبيض، عبر مستشاره في الأمن القومي، زبينيو برزنكسي، إلى إرساء منظومة متكاملة لتقويض الوجود السوفياتي في تلك البلاد الواقعة في آسيا الوسطى والتي تدين بالإسلام. ولأن الأمريكيين كانوا محتاجين إلى غلاف أخلاقي، استدعوا حليفتهم العربية السعودية، التي لم تتأخر في تسخير مكانتها في وجدان مسلمي العالم وإمكانياتها المالية لاستقطاب المجاهدين قصد طرد الملاحدة السوفيات من أرض الإسلام. كان من الطبيعي أن يلبي عدد من المغاربة الدعوة لنصرة إخوانهم في الدين، مهما بعدت المسافات، ومهما كلفهم الثمن، وإن تعلق الأمر بالحياة. ”زمان” تنقلكم في رحلة مباشرة إلى كابول في زمنين: زمن الجهاد، وزمن التحول إلى محضن للإرهاب العالمي.
للزمن الأفغاني بداية، تلك التي تبدّت حين دخلت القوات السوفياتية بلاد أفغانستان شتاء ،1979 ولمّا ينتهِ. ما تزال فرقعاته مستمرة. أفغانستان هي بؤرة تحول عالمي كبير. هي الحلقة التي أجهزت على الاتحاد السوفياتي وثلمت من ثمة الإيديولوجية الشيوعية التي كانت تستهوي أطياف عدة من المضطهدين عبر العالم، وأفغانستان محضِن إيديولوجية جهادية عُرفت بالسلفية الجهادية، هي مَعين التطرف والإرهاب، انبثق منها تنظيم القاعدة الذي أقام الدنيا وأقعدها بعد ضربة 11 سبتمبر. ومن أفغانستان، بزغ تنظيم طالبان الذي استولى على السلطة سنة 1996 عقب انتهاء الحرب، وقد أنهكت الحروب الأهلية مجاهدي الأمس. وهي الأرض التي أضحت قِبلة للجهاديين ومثوى لهم. وهي المجال الذي أجرت فيه الولايات المتحدة حربها على الإرهاب عقب ضربة 11 سبتمبر، فيما عرف بـ“عدالة غير محدودة“.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 96 من مجلتكم «زمان»