عانت الفتاة المغربية، كغيرها في المجتمعات الأخرى المشابهة أو المختلفة، من عادات وأعراف وأفكار نمطية، أغلقت أمامها أبواب التعلم والتعليم طويلا. غير أن ذلك لم يمنع من وجود نقط ضوء، وإن كانت قليلة جدا، أنارت شيئا ما، ظلمات دروب تاريخنا الطويل.
قد تكون جامعة القرويين في فاس، التي بنتها فاطمة الفهرية في منتصف القرن التاسع الميلادي، أبرز مثال على ما كانت النساء يكنهن للعلم، وحتى وإن لم يكن طرفا فيه .وكان يجب انتظار وصول المرابطين للحكم واحتكاكهم من الثقافة الأندلسية، التي بدأت توثق لأخبار الدول والناس، لنكتشف نيل نساء من العدوتين، وإن كانت أغلبهن من البيت الحاكم، نصيب وافر من العلم، وبروز أخريات في مجالات الدين والأدب …ثم سارت الأمور كذلك مع الدول اللاحقة، أي حرص البيوت الحاكمة على تعليم بناتها، مع إقبال عدد من أعيان وأغنياء الحواضر الكبرى على نفس المنوال، لكن وفق شروط تحترم خصوصيات الأنثى. يقول عبد الرحمان بن زيدان، مؤرخ الدولة العلوية الشريفة: «لقد كان لدولتنا العلوية العلية اهتمام زائد بتعليم البنات؛ شريفات ومشروفات… ولا تخلو القصور من الكتاتيب المعدة لذلك، ولا تكون إلا داخل باب القصر، تحت رعاية وإشراف الطواشين) المخصيين)، ولا بد لكل شريفة تتعلم من مرافقة، داية، تراقبها داخل المكتب، ولا يشاركهن في القراءة معهن بمكتبهن ذكر، ولو كان أصغر منهن، أو شقيقا لهن»… استمر الوضع كذلك إلى ما قبل الحماية حيث ظهرت مرافق تعليمية تقليدية في المدن الكبرى، هي ”دار الطالبة “و”دار الفقيهة” و”دار المْعَلمة”، التي فتحت أبوابها أمام الكثير من الفتيات .ومع فرض الحماية، وحتى بعد الاستقلال بدأت مسيرة الألف ميل لتحدي البنيات التقليدانية.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 107/106 من مجلتكم «زمان»