يعد سعيد سعدي، شخصية سياسية بارزة في الجزائر وفي شمال إفريقيا، فهو قائد ربيع القبايل في سنة 1980والداعي الآن إلى التهدئة والديمقراطية .أثناء مقامه العابر في المغرب لفترة، انتهزت ”زمان” فرصة لقائه. فكان على مائدة الحوار :أحوال بلاده ومسيرته، والربيع الأمازيغي، وكذا الصحراء والعلاقات بين المغرب والجزائر.
لمتتبع لمسيرتك، يطرح سؤالا حول الطيف السياسي الذي انتميت إليه، فبماذا تجيب؟
لقد بنيت نفسي داخل تيار معارض يتبنى الديمقراطية. وإن نضال جيلي يمكن اعتباره فريدا من نوعه لكونه خارج منظومة الأحزاب التقليدية. طبعت طفولتنا حرب دموية، وشاهدنا في فترة ما بعد الحرب، وبلا حول منا ولا قوة خراب الديمقراطية. من هذه اللحظة صودر تطلعنا للحرية بمجرد نيل الاستقلال وتحقيق العدالة الاجتماعية التي رفضها النظام الاستعماري. نحن رواد الاشتراكية الديمقراطية الجزائرية، ويكمن تموقعنا في عالم يتميز بحالة كاريكاتورية يعارض فيه الرجعيون التقدميون، والوطنيين يقفون في وجه الخونة.
كيف كان نضالكم وتحرككم؟
في أعقاب الحرب العالمية الثانية، لم تفلت الجزائر من خيبة أمل على غرار معظم البلدان التي تخلصت من استعمارها .فكان تساؤلنا ذاك الجيل على النحو التالي: كيف انتقلت الجزائر من جبهة تحرير واسعة جمعت أطيافا من الشيوعيين والعلماء المحافظين، إلى حزب “جبهة التحرير الوطني“، الذي تسيطر عليه الأوليغارشية العسكرية؟ لقد تسبب الجيش الذي استولى على السلطة في وأد أحلام المراهقين والشباب. وفي منطقة القبايل، شهدنا قمعا شديدا للغاية ضد حسين آيت أحمد في عام ،1963 ولم يكن هناك سبب لا يدعو للسخط .لذلك ناضلنا في جميع المجالات والمستويات التي كانت متاحة لنا، مثلا كفعاليات المجتمع المدني أو الدفاع عن الثقافة الأمازيغية المحرومة والمقموعة. وعلى الرغم من الانقسامات في أشكال النضال، إلا أننا استطعنا إدراج مطالبنا، إلى حد ما، ضمن المساعي نحو الحريات والديمقراطية.
حاوره سامي لقمهري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 107/106 من مجلتكم «زمان»