كشف وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن عدد المغاربة الذين ذهبوا إلى بؤر التوتر كمقاتلين أو كإرهابيين هو 1654 مغربي، منهم من أخذوا معهم عائلاتهم ومنهم من التحقوا بهم. ووقف تقرير المهمة الاستطلاعية، على حقيقة ما يعانيه المغاربة العالقين ببعض بؤر التوتر كسوريا والعراق، وقد قسموا إلى 3 أقسام: هناك من التحق ب “داعش”، وهناك من التحق بالقاعدة أو النصرة، وهناك من التحق بتنظيمات هامشية، تعد بدورها تنظيمات إرهابية كذلك.
من جهة أخرى، كشف بوريطة عن مقاربات أخرى للتعامل مع هاته الظاهرة:
– المقاربة الأولى: هناك دول تقول بأنها ستأخذ كل مواطنيها (ومنهم مقاتلون إرهابيون معروفون وعددهم قليل)، مثل طجاكيستان وكازاخستان وأوزباكستان وكوسوفو.. فمن الأفضل أن يكونوا تحت أعينهم بدل انتشارهم وانتمائهم لتنظيمات أخرى.
– المقاربة الثانية: هناك دول تقول إنه من الأفضل الاقتصار على استرجاع القاصرين دون البالغين (مثل تونس).
– المقاربة الثالثة: هناك دول تريد إرجاع “حالة بحالة”، بحيث يرجع من لا يشكل خطرا ويسهل اندماجه، وتترك الحالات الأخرى (مثل فرنسا والنرويج والدانمارك)، وهناك دول قررت نزع الجنسية عنهم (كما هو الشأن بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا وسويسرا وكندا وهولندا وأستراليا).
أما بخصوص المغرب، فقد أكد الوزير، أنه لا توجد لائحة دقيقة بسبب التحفظ في المعلومات، خوفا “من التعذيب الذي قد يطال الأسر المعنية، وهناك ضعف في المعلومات التي نحصل عليها من منظمة الصليب الأحمر الدولي (CICR)، حيث يتم التعامل مع سفارة المغرب في الأردن، نظرا لوقف العلاقات مع العراق وسوريا لأسباب أمنية، وفيما يخص العراق، فالمغرب يتعامل مع سفارة الأردن، وفيما يخص سوريا فيتعامل مع سفارة المغرب في لبنان”.
خلص الوزير، إلى أن معالجة الظاهرة الإرهابية مرتبطة بالمسألة الإيديولوجية، فما دام الترويج للإيديولوجية الإرهابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي خارج السيطرة، فما يتم في الميدان لن ينفع. كما طرح إشكالية مستقبل الإرهاب في إفريقيا، بسبب التطورات الكبيرة من حيث العمليات الإرهابية والمجموعات الإرهابية في هاته المنطقة، معتبرا أن ما يقع في إفريقيا لا يقع في أي مكان في العالم، كما أشار إلى أن “هذه السنة فاقت إفريقيا أفغانستان في العمليات الإرهابية، وعدد الضحايا في تزايد، خاصة في مالي ونيجيريا”.