يعتبر نفسه حالة فريدة بحكم أصوله المزدوجة المغربية الجزائرية. كان في قلب حراك اليسار المغربي خاصة والمغاربي عامة في فرنسا خلال السنوات التي تلت الاستقلال. توفيق علال ابن مدينة وجدة يعود في هذا الحوار الذي خص به مجلة “زمان” إلى نشاط اليسار المغربي في فرنسا خلال سنوات الستينات والسبعينات، وإلى تعاطفه مع الاختيار الثوري وصداقته مع البشير بن بركة وعلاقته مع يساريي “إلى الأمام”، كما يعود إلى المعارك العمالية المغربية في فرنسا، فضلا عن مساهمته، منذ 50 سنة، إلى جانب يساريين مغاربيين في انتفاضة ماي 68.
بداية حدثنا عن نشأتك؟
أنا أعتبر نفسي حالة خاصة جدا، وذلك بحكم جذوري المزدوجة المغربية والجزائرية، فقد كنت في قلب كل هذه الأحداث الصاخبة التي عاشها البلدان بعيد الاستقلال. كانت مرحلة سياسية بامتياز حابلة بلحظات الفرحة والانتشاء وكذلك بمحطات محبطة ومخيبة لآمالنا، عشتها بقلبي وجوارحي سواء كيافع، خلال فترة الدراسة الأولى في وجد،ة أو بعدها في فرنسا التي انتقلت إليها للدراسة سنة 1967.
ولدت في مدينة وجدة سنة 1947 من عائلة من جذور تلمسانية هاجرت إلى المغرب منذ أجيال، وفيها درست وترعرعت. الحركة الوطنية التحررية في المغرب والجزائر كانتا، في ذلك الوقت، في أوج نشاطهما وهما يخوضان المعركة من أجل الاستقلال. لقد تربيت في هذا المناخ الوطني المغاربي، وكانت عائلتي في قلب هذا النضال سواء في الجزائر أو في المغرب. ولم يكن هناك أي تمييز بين المقاومتين، كنا نعدها معركة واحدة. وفي وجدة، وبحكم الارتباطات العائلية المعروفة بين البلدين، فقد كان عدد كبير من العائلات المغربية والجزائرية مشاركا على الجبهتين.
إذن عشت كطفل محطتي استقلال المغرب والجزائر؟
صحيح، عشت فرحة التحرر من الاستعمار مرتين، لكن الأمور سارت للأسف عكس المأمول بعد الاستقلال سواء في المغرب أو الجزائر. لقد عشت كيافع هذه الخيبات المتتالية. لذلك يمكنني أن أقول إن وعيي السياسي قد بدأ مبكرا جدا حتى لو لم أنتم إلى أي تنظيم سياسي رغم أنني تأثرت بالأفكار اليسارية، وقد كانت هذه الخيبات التي عشناها كجيل مغاربي بعد الاستقلال سببا من أسباب ما سيكون عليه مسار كثير منا لاحقا.
حاوره عماد استيتو
تتمة الحوار تجدونها في العدد 55 من مجلتكم «زمان»