ترأس محمد منصف المرزوقي الجمهورية التونسية بعد الثورة، على امتداد ثلاث سنوات، أشرف خلالها على المرحلة الانتقالية التي أعقبت الإطاحة بديكتاتورية زين العابدين بن علي، قبل أن يترك المفاتيح ويعود إلى بيته بعد خسارته للانتخابات الرئاسية. في هذا الحوار الحصري الذي خص به مجلة “زمان”، يتحدث المرزوقي عن قصته المغربية وارتباط عائلته بالمملكة. ويعود إلى الثورة التونسية وأسبابها وعوامل عودة النظام القديم إلى تونس وتحول الربيع الديمقراطي إلى مأساة في عدد من دول المنطقة. كما يعلن كـ”متنبئ” أن الربيع عائد لا محالة، وأن عودة الشعوب إلى الشارع مسألة وقت فقط.
حكايتك مع المغرب بدأت سنة 1956، وتحديدا مع نفي والدك محمد البدوي المرزوقي. في أي ظروف حدثت هجرة والدك وأنت لا يتجاوز عمرك 11 سنة؟
في سنة 1956، شهدت الحركة الوطنية التونسية انقساما إلى فريقين، البورقيبيون المناصرون للحبيب بورقيبة، واليوسفيون أنصار صالح بن يوسف الزعيم السابق للحزب الدستوري الحر الجديد. وقد اعتبر اليوسفيون أن بورقيبة وأنصاره خانوا مبادئ الثورة بتطبيعهم مع فرنسا. وفي هذا الصراع حول الزعامة وحول طبيعة الاستقلال ومستقبل تونس، يمكن أن نقول إن والدي اختار “المعسكر الخطأ”. شن بورقيبة حملة قمع ضارية ضد معارضه (بن يوسف) الذي سيتم قتله سنة 1961 في ألمانيا بعد فخ نصبه له ضباط موالون لبورقيبة. ثم جرى اغتيال الآلاف من اليوسفيين، ولم يتمكن والدي من النجاة بجلده إلا بفراره ولجوئه إلى المغرب، إلى أن وافته المنية سنة 1988.
هل ألهمك نشاط والدك السياسي منذ ذلك الوقت؟
أنا لم أتعلم السياسة، بل ولدت من رحمها ووجدت نفسي في قلبها. كان والدي يصطحبني إلى اللقاءات السياسية منذ سن التاسعة. وما زلت أتذكر صالح بن يوسف وهو يخطب في الجماهير. وحينما هرب والدي، تعرضت للاستنطاق لأول مرة من طرف الشرطة وعمري لا يتجاوز 10 أو 11 سنة. إنه كابوس حقيقي أن توصف بأنك ابن “خائن”. لم يتغير الأمر كثيرا منذ ذلك الوقت.
حاوره سامي لقمهري
تتمة الملف تجدونها في العدد 55 من مجلتكم «زمان»