يقدم كتاب “ثورة لم تكتمل” لمؤلفه امْحمد التوزاني قراءة بعدية، يحاول فيها تفسير ما وقع والأسباب التي جعلت من أحداث 1973 ثورة لم تتحقق.
ترتبط الكتابة بالفعل السياسي بأوثق الصلات. الكتابة أو الفكر هي الشرارة التي تقدح الفعل، ويحتاج الفعل بعدها إلى الكتابة لترتيب الأمور وتوضيحها. الأشخاص في معمعان الأحداث لا يدركون كل الخيوط المحركة، ولذلك تأتي الكتابة البعدية لاستجلاء الأمور، لربط العناصر بعضها ببعض، لفهم ما جرى، لإدراك الأسباب والمسببات. هي استمرارية للفعل بوسيلة أخرى.
امحمد التوزاني ممن وجدهم الاستقلال في فوعة الشباب وحماسه، وممن عانقوا الشق التقدمي من الحركة الوطنية، في ركاب حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ثم ممن انخرطوا في القومية العربية، وهو ممن ربطوا التغيير بالفعل، وهو ممن أعطوا للخيار الثوري مضمونا غير مهادن، بل مسلحا. أسعفه تكوينه العسكري بالكلية العسكرية بدمشق، ثم تدريباته في معسكر الزبداني، وانخراطه في المقاومة الفلسطينية بالأردن. تتداخل العناصر الثلاثة في مسار امحمد التوزاني: الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، والقومية العربية، والمقاومة الفلسطينية، لتكون وحدة. ينتهي كتاب “ثورة لم تكتمل” بخيبة مضاعفة، ليس فقط للفشل، بل لسوء تقدير أسباب الفشل، والعجز عن ذلك. يورد لقاء تم ما بينه وعبد الغني بوستة، وأحمد الطالبي مع عبد الرحمن اليوسفي في باريس عقب فشل تمرد 1973، يُستشف منه عدم القدرة على التحليل والنقد الذاتي، وقبله اجتماع، في غشت 1973 بالجزائر، بإقامة ما كان يسمى بمكناس ترأسه عبد الرحمان اليوسفي، اعتبره الكاتب بلحظة انفراط العقد، أو تشتت الشمل.
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 57 من مجلتكم «زمان»