لعبت صخرة جبل طارق دورا أساسيا في تاريخ المغرب، إذ عبرها انفتحت البلاد على العالم الحديث، ومنها تسربت الكثير من ملامح الحداثة الأوربية عن طريق التجارة، قبل أن تفرض علينا بقوة المدافع.
بحكم إمبراطوريتهم التي لا تغيب عنها الشمس، وبحكم إدراكهم لأهمية الممرات البحرية بالنسبة للملاحة والطرق التجارية، اكتشف الإنجليز أنه لا بد لهم من حجز موطئ قدم لهم على ضفاف جبل طارق. احتلوا مدينة طنجة لحراسة الطرق البحرية المؤدية إلى الهند وآسيا بصفة عامة، ولما طُردوا منها في سنة 1684 بحثوا عن بديل لها، فكانت صخرة جبل طارق.
تلازم مصيري بين الجبل وطنجة
لقد أدركت بريطانيا خلال حرب وراثة العرش الإسباني 1702) ـ ،(1715 التي تنافست فيها الدول الأوربية الكبرى على خلافة عرش إسبانيا الشاغر بعد وفاة الملك كارلوس الثاني، ضرورة الحصول على قاعدة بحرية بالقرب من المدخل الغربي للبحر الأبيض المتوسط، قاعدة تسمح لها بمحاصرة فرنسا وإسبانيا بحريا من الجنوب حتى تفشل بذلك تفوق الجيوش البرية الفرنسية والإسبانية. لذلك، فكرت بريطانيا في إقامة قاعدة بحرية بجزيرة مايوركا أو بمدينة قادس، قبل أن يستقر قرارها على صخرة جبل طارق. واستغل الإنجليز ظروف الحرب لينفذوا خطتهم، فاستولوا على الصخرة في سنة ،1704 ثم كرسوا ذلك سياسيا عند انعقاد مؤتمر أوتريخت ،1713 الذي أنهى الحرب، فأصبح جبل طارق جزءا من نصيب بريطانيا في إطار توزيع غنائم الحرب.
محمد المنصور
تتمة المقال تجدونها في العدد 42 من مجلتكم «زمان»