ضمن ابن رشد، في كتابه ”جوامع سياسة أفلاطون”، أفكارا غير مسبوقة في مجتمع منحل، كانت سببا في نكبته.
يرى المفكر محمد عابد الجابري أن كتاب “جوامع سياسة أفلاطون“ لابن رشد أو “الضروري في السياسة“، أهم كتاب في التراث العربي في الفكر السياسي، إذا تركنا جانبا مقدمة ابن خلدون.
بيد أن الفضل في التنقيب عن مكنون الكتاب وبعثه، يعود بالأساس للبحاثة في التراث العبري الأستاذ أحمد شحلان .وكان مما ذهب إليه، في رسالة الدكتوراه بعنوان “ابن رشد والفكر العبري الوسيط“، أن سبب نكبة ابن رشد يعود بالأساس إلى كتابه “جوامع سياسة أفلاطون“. وهو ما قال به الجابري بعدئذ في كتابه “المثقفون في الحضارة العربية، محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد“. كان كتاب “جوامع“.. يتضمن نقدا مبطنا لواقع الحال حينها، كما تشير إلى ذلك إحالاته.
والنص العربي مفقود، وكان مما التهمته النيران، ولحسن الحظ أن تلقفه بعض العبرانيين وترجموه إلى العبرية، ومنهم شمويل بن يهودا المرسيلي (نسبة لمدينة مارسيليا) في القرن الرابع عشر الميلادي، ومن النص العبري أقدم المستشرق روزنتال على ترجمته إلى الإنجليزية، في بداية القرن العشرين، ولكن البحاثة أحمد شحلان ذهب أبعد، بتعريبه، من خلال النص العبري مباشرة، يسعفه في ذلك إتقانه للعبرية، وتشربه بفكر ابن رشد، وتمرسه بلغته وأسلوبه.
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 94-95 من مجلتكم «زمان»