ترك ابن رشد وراءه إرثا فلسفيا وعلميا لم تستطع القرون الوسطى إقباره أو تجاوزه .ويعرض هذا المقال، الأسباب والسياقات التي جعلت الرشدية راسخة في أوربا، بل ومؤثرة في فلسفتها وفنونها ونهضتها.
يعتبر الباحثون ومؤرخو الفكر أن تأثير ابن رشد في فلاسفة الفكر الغربي لا يمكن حصره، أو بعبارة أدق لا يمكن الوقوف على مواطن التأثير المباشر لديه، فهو رجل متبحر العلم والمشارب جمع علم النظر والبيان والبرهان .لكن هناك قائمة وضعوها لمشاريع فلسفية وعلمية كبرى انبنت أو انبثقت عما خلفه ابن رشد أو ما سمي بالرشدية.
دور العبرية واللاتينية
لم تشكل أعمال ابن رشد في الطب والفقه جدلا وقلقا كالتي أحدثته أعماله الفلسفية حول النفس والخلود والاعتقاد .ومثلما عارضه علماء في العالم الاسلامي (منهم الأصوليون والمتكلمون)، فإن معارضة فلسفته طبعت مسارا جديدا للفكر الإنساني في أوربا خلال حياته وحتى بعد مماته. ففي السياق الأول، أي الإسلامي، دامت المعركة بين الفقهاء والمتكلمين والفلاسفة إلى غاية القرن الخامس عشر للميلاد بحيث حاولوا الجمع أو المصالحة بلغتهم، بين الدين والفلسفة، وبالتحديد بين التصوف [العرفان] وبين البرهان [الفلسفة والعقل]، ووصل الأمر في القرن 15م إلى إعطاء السلطان العثماني محمد الفاتح أوامره للعالم خوجة زاده بأن يوازن بين كتاب “تهافت الفلاسفة“ للغزالي وكتاب “تهافت التهافت“ لابن رشد.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 94-95 من مجلتكم «زمان»