ما يزال الجزء الكبير من فكر ابن رشد مجهولا بسبب إحراق أغلب كتبه، لكن ما يزال حاضرا باسمه ومن خلال بعض من عناوين مؤلفاته.
يحضر ابن رشد من خلال استشهادات وذكر لبعض عناوين مؤلفاته، ومنها “فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من اتصال“، أو “تهافت التهافت“، أو “الكشف عن مناهج الأدلة“، حيث ينأى فيه عن طروحات علم الكلام، وقد نضيف مصنفه في الفقه “بداية المجتهد ونهاية المقتصد“.
وحين نبرح دائرة الجمهور إلى محيط المختصين، ندرك أن ما بقي من كتبه هو النزر القليل، لأن أغلبها أحرِق، أحرقه المسلمون بعد تنكيب ابن رشد، ومنه ما نالته النيران مع محاكم التفتيش المسيحية. أُبقِي على بعضها في ترجمات بالعبرية واللاتينية، ولم ينقل أغلبه للعربية، بمعنى أن ما نعرفه من نتاج الرجل قليل لا يشفي الغليل.
ويزداد الأمر صعوبة لأن ابن رشد لم يبق في دائرة حضارة وسياق، واخترق سجف الانتماءات العقدية، وأصبح عَلَما للعالمية .انتقل تأثيره إلى التراث اليهودي، وأثره واضح على مدرسة عبرانية بأكملها، ونجد له صلة قرابة (فكرية) بمُقعِّد الأنوار اليهودية سبينوزا، وانتقل تأثيره إلى المسيحية ممن استهواهم توفيقه ما بين الشريعة والحكمة، كما القديس الأكويني وروجز بيكون، ثم بعده فرنسيس بيكون، بل كان أساس مدرسة في الغرب عُرفت بالرشدية.
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 94-95 من مجلتكم «زمان»