غداة فرض الحماية على المغرب في عام 1912، سعت سلطات باريس إلى ربط مستعمراتها في إفريقيا بخطوط جوية تسمح بنقل السلع والبريد. كانت شركة “لاتيكوير” الفرنسية قد اكتسبت خبرة في مجال النقل الجوي، وزادها سمعة طيَّاروها “الأسطوريون” الذين طبعوا تاريخ الطيران في بداياته الأولى، مثل جون مرموز وأنطوان سان-إيكزوبيري. في عام 1919، شهدت أرضية مطار أنفا في الدار البيضاء نزول أول طائرة قادمة من مدينة تولوز الفرنسية محملة بشحنات من الرسائل. توالت طائرات، تابعة لـ”لاتيكوير” التي أصبحت فيما بعد تحمل اسم L’aéropostale ،
على النزول بأنفا ثم الإقلاع في اتجاه تولوز.
حالف التجربة نجاح كبير، دفع الشركة إلى تعميمها ومد الخط في اتجاه حدود أخرى نحو الجنوب، حيث هنالك يعيش فرنسيون آخرون، ينتظرون رسائل الأقارب والأحباب الذين اختاروا البقاء في الوطن الأم.
يوم 23 ماي 1923، كانت ثلاث طائرات من نوع “بريكي 14” رابضة في مطار أنفا تنتظر الإقلاع في أول مغامرة لعبور الصحراء في اتجاه العاصمة السنغالية دكار. “كان الجو مضطربا في الصباح الباكر. لكن الطائرات الثلاث تمكنت من التحليق”، يذكر المراسل الصحافي لويس جورج، الذي كان ضمن الطاقم لتغطية ذلك “الحدث الكبير”.
بعد النزول، عدة مرات، في مطارات للراحة والتزود بالوقود، واصلت الطائرات رحلتها نحو الوجهة النهائية، قبل أن تشاهَد، بعد ثلاثة أيام من التحليق، في سماء دكار لأول مرة. “L’aéropostale” حققت نجاحا آخر. ولأن مع كل نجاح يكبر الطموح، بدأت الشركة تفكر في خط مباشر يربط تولوز بدكار.
أي نتيجة
View All Result