أصبح الإنجليز، ابتداء من عام 1961، أسياد مدينة طنجة بعدما قرر البرتغاليون تسليمها لهم عن طيب خاطر. في الواقع، كانت طنجة هدية من الملك البرتغالي جون الرابع إلى ابنته الأميرة كاثرينا وملك إنجلترا شارل الثاني بمناسبة زواجهما.
في لندن، تقبل الإنجليز خبر الهدية بترحاب كبير. ذلك أن مدينة المضيق لطالما أغرتهم، اعتبارا لموقعها الاستراتيجي الرابط بين قارتين، والذي يسمح أيضا بمراقبة الداخل والخارج إلى ومن البحر الأبيض المتوسط.
لم يضيع أمراء البحر الإنجليز الكثير من الوقت في البحث عن الخرائط لركوب الأمواج. وفي يوم 29 يناير 1662، كانت أول كتيبة عسكرية تنزل بأحد سواحل طنجة.
تمثلت المهمة الأساسية للكتيبة، التي قادها القبطان بيتر بوروغ، في حماية الوجود الإنجليزي وضمان استمراره واستمرار التجارة البحرية من خلال بناء تحصينات دفاعية حول طنجة لمواجهة هجومات أعداء محتملين. لم تكذب “نبوءة” الإنجليز، إذ بدؤوا يتعرضون لمناوشات من طرف رجال الخَضِر غيلان، قبطان القراصنة السابق وزعيم الحرب، لكن دون الدخول في مواجهات مباشرة.
وحدث في يوم 4 ماي 1664، أن غادر حوالي 500 جندي إنجليزي الحامية، وقصدوا منطقة تقع بالقرب من “واد ليهودي” بحثا عن التزود بما يحتاجونه من مؤن. وفي الطريق التقوا بمجموعة صغيرة من المحاربين المحليين، دخلت معهم في مناوشات. ثم فجأة، قرر المغاربة الهروب، غير أن “كبرياء” الإنجليز دفعهم إلى ملاحقة تلك المجموعة الصغيرة التي تجاسرت على مهاجمتهم، قبل أن يكتشفوا أنهم وقعوا في كمين محكم نصبه لهم الخضر غيلان. تمكن ثلاثون، فقط، من النجاة والعودة إلى الحصن، بينما توزع العدد الكبير بين القتلى والأسرى.
أي نتيجة
View All Result