لم يقطع الشاذلي بن جديد، حين أمسك بحكم الجزائر بعد وفاة سلفه هواري بومدين، شعرة معاوية مع الملك الراحل الحسن الثاني. رغم أن توليه الرئاسة جاء قبل بضعة أشهر على استرجاع المغرب لإقليم واد الذهب، وفي وقت كانت فيه المعارك تشتعل في رمال الصحراء المتحركة. ومع ذلك، كان الزعيمان يتواصلان، ويتصافحان إن التقيا في قمة عربية.
مرت سنوات، وجرت معها الكثير من المياه تحت الجسر. كان المغرب قد بدأ يربح بعض النقاط في قضية الصحراء. أولا، على ساحة المعركة بعد إقامة الجدار العازل. وثانيا، داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة بعدما نجح أصدقاؤه، عام 1985، في إقناع الأمين العام، خافيير بيريز ديكويلا، بتأسيس “لجنة مساعٍ حميدة” تعمل على تقريب وجهات نظر أطراف الصراع.
لكن اللقاء المباشر بينهما لم يقع بين الملك والرئيس إلا يوم 6 ماي 1987، بوساطة الملك السعودي فهد بن عبد العزيز. كان اللقاء حميميا، حاول فيه الطرفان تجاوز خلاف قضية الصحراء، والتوجه نحو المستقبل. غير أن مكان اللقاء هو من استحق أن يكون “القصة الملونة” في الصحف العالمية.
“حدث شيء لم يسبق في التاريخ. فقد تم الاتفاق على أن يعقد اللقاء على الأرض المغربية والأرض الجزائرية دفعة واحدة، بحيث تم بناء خيمة نصفها فوق التراب المغربي ونصفها على التراب الجزائري، فجلس الحسن الثاني داخلها في المكان المتواجد على أرض المغرب، فيما جلس الشاذلي في النصف الآخر الموجود فوق أرض الجزائر، في حين جلس الملك السعودي بينهما على كرسي نصفه في الجزائر ونصفه في المغرب”، يذكر الصحافي الصديق معنينو الذي حضر ذلك اللقاء.
من تلك الخيمة، خرج اتفاق يقضي بإعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية، وعودة السفارتين إلى البلدين، وبعد أقل من سنتين كان بن جديد في إفران المغربية يوقع، رفقة رؤساء موريطانيا وتونس وليبيا، على تأسيس اتحاد المغرب العربي.
لكن الربيع المغربي-الجزائري سرعان ما انتهى موسمه بعد استقالة بن جديد في عام 1992، ثم غلق الحدود البرية في 1994.
أي نتيجة
View All Result