شكل اللباس أحد المظاهر الحضارية العاكسة لجوانب من شخصية المجتمع بل يمكن القول إن اللباس شكل لوحده سجل تطور البشرية عبر التاريخ.
اللباس موضوع ملتصق بحياة الإنسان، اتخذه من أجل الوقاية، وستر العورة، والزينة، وهو أحد المظاهر الحضارية العاكسة لجوانب من شخصية المجتمع، وأحد عناصر هويته المعبرة عن عزلته أو انفتاحه، وهو أيضا مرآة لمستوى عيشه، وأساس من أسس تمايزه الاجتماعي بخلفيات متعددة ومتنوعة، وشكل ثقافي حامل لمجموعة من الدلالات والرموز، ويظل من البنيات البطيئة التطور في المجتمعات، ومنها المجتمع المغربي.
تقع معالجة موضوع اللباس عند ملتقى التاريخ والأنثروبولوجيا وعلوم اجتماعية أخرى. وتعترض مقاربته التاريخية، لاسيما في المجال المغربي، مجموعة من العوائق لعل في مقدمتها ضعف المادة المصدرية، وغياب الصورة عن معظم حقب تاريخ المغرب، التي كان من شأنها أن تسد فراغا مهولا في هذا الباب، وأن تتحدث بالنيابة عن المكتوب. ضف إلى ذلك، ضعف إن لم نقل انعدام الشواهد المادية عن أغلب تلك الحقب، فالألبسة من أكثر الأشياء عرضة للتلف.
ارتأينا في “زمان” أن نتناول ملف اللباس ببعديه الأفقي والعمودي في الآن نفسه، بمعنى أننا عالجنا موضوع اللباس من الناحية الزمنية من القديم إلى الراهن مرورا بالحقب الوسيطية والحديثة والمعاصرة، ثم عالجنا مواضيع قطاعية تهم لباس الحكام، والجيش، واليهود، والمدربلون، وأخرى مجالية اخترنا المجال الصحراوي نموذجا لها، علما بأن الفضاءين الجغرافي والثقافي إضافة إلى نمط العيش من العناصر المحددة لألوان اللباس وأشكاله.
محمد ياسر الهلالي
تتمة الملف تجدونها في العدد 20 من مجلتكم «زمان»