تعرض حسناء أبو زيد، إحدى حفيدات القائد دحمان الذي كان من الرعيل الأول في الحركة الوطنية في الصحراء، هنا، تاريخ العائلة والقبيلة التي أقامت علاقات تجارية مهمة مع مناطق جنوب الصحراء الكبرى والقوى الأجنبية. كما تتحدث عن تجربتها في تونس، طالبة، وكيف كانت شاهدة على بداية تصلب نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي .أبو زيد تتحدث، أيضا، عن بداية التحاقها بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعن مشاركتها ضمن وفد برلماني للتعريف بعدالة قضية الصحراء في فرنسا وكولومبيا.
ماذا تعرفين عن تاريخك العائلي والقبلي؟
لقد تمكنا من تتبع خيط تاريخنا الاستعماري وما قبل الاستعماري، وذلك بفضل منشورات مركز جاك بيرك، الذي تمكن من أرشفة كتابات الضابط العالِم روبرت مونتاني، وكتابات موريس باربيي. علمنا، أولا، أنه خلال فترة السيبة، التي استمرت إلى عام ،1935 عندما دخل الجيش الفرنسي كلميم، كانت عائلتنا مسؤولة عن ضمان الأمن في المنطقة. علاوة على ذلك، ربما نكون آخر ما يسمى بالأراضي المغربية التي خضعت للتهدئة .كما أقمنا علاقات تجارية مهمة مع مناطق جنوب الصحراء الكبرى والقوى الأجنبية، خاصة في عهد الشيخ بيروك، وهو شخصية قوية في قبيلتنا في بداية القرن التاسع عشر. وهو تاجر كبير في الذهب والملح والصمغ العربي، وكان وراء تأسيس مركز طرفاية التجاري، وامتدت أنشطته حتى “موكادور.” ويُعرف أيضا بأنه كان نموذجا في تجارة الأسرى الغربيين الذين تقطعت بهم السبل بالقرب من سواحل الصحراء الأطلسية. في هذا الإطار، يمكن استحضار رواية أسير إنجليزي أشاد فيها بالمعاملة التي خصصها له الشيخ بيروك، وتمت دراستها في الولايات المتحدة، الشيء الذي مَكّنَ من فهم وجود أساليب أكثر إنسانية في إطار هذه “التجارة“.
اسم جدك القائد دحمان من قبائل واد نون معروف لدى مؤرخي الحركة الوطنية .من هو؟ وكيف تجلى التزامه؟
سرعان ما انخرط جدي في الحركة الوطنية. وقد وجدنا مراسلات طلبت فيها السلطات الفرنسية بشكل مباشر تصفيته لأنه أصبح مزعجا للغاية. وقد أنشأ القائد شبكة واسعة في منطقة كلميم. ولهذا السبب، حصل على “وسام الرضا“ من يدي السلطان محمد بن يوسف عام .1941 ومن هنا أصبح ولاء عائلتنا لقضية الحركة الوطنية ثابتا. وجاءت مشاركته في النضال الوطني بشكل رئيس بطريقتين؛ الأول كان ضمان هروب المقاومين باتجاه المنطقة الإسبانية، هربا من السلطات الفرنسية. أما الثاني فيتمثل في التخفيف، قدر الإمكان، من ظروف اعتقال السجناء الذين كانوا يقضون عقوباتهم في سجن كلميم .لقد احتفظنا بقائمة أسماء تضم عباس القباج، وأحمد أولحاج أخنوش، وعبد الكريم حجي، ومحمد الشوفاني، وعثمان جوريو، وعبد الكريم بنجلون الذي أصبح فيما بعد وزيرا للعدل، وعبد الكريم الفلوس، وأحمد اليزيدي… كما عمل جدي على ربط هؤلاء المقاومين بالقواعد الوطنية في مدن أخرى، مما أدى إلى سجنه من قبل الحماية عام .1951 وتفاقم وضع جدي عندما جمع الباشا التهامي الكلاوي الأعيان والقياد في أكادير، من أجل تشجيعهم على اعتماد بروتوكول غيوم–جوان الذي نص على تنحية السلطان لصالح بن عرفة. ولذلك، دفع القائد دحمان ثمن جرأته عندما سأل الكلاوي عن الصفة التي دفعته إلى تشجيع مثل هذه المناورة.
حاورها يونس مسعودي
تتمة الحوار تجدونها في العدد 134 من مجلتكم «زمان»