حاولت مجلة “المشاهد”، التي أسسها الراحل مصطفى العلوي غداة الاستقلال، أن تنقل جوانب من الثقافة المغربية بعيدا عن صخب السياسة وصراعات رجالها.
تشكل الثقافة أبرز تعبير عن الهوية لدى المجتمع، وهي الهوية التي تجد في شروط الانصهار الحضاري والإنساني أبرز تجلياتها، بل تنسجم في عمقها مع طبيعة الإبداعات الفكرية لمثقفيها، عبر ممارسات وتقاليد مشتركة في الولع بآفاق المعرفة والتحصيل. كما أن البعد الثقافي يطرح، من جانب آخر، أسس تجليات العلاقة القائمة ما بين الفعل التاريخي باعتباره حاملا لإرث فكري غني، وما بين المكون الثقافي المجسد لواقعية إنتاجات المبدعين والمفكرين. معطيات تفتح الباب لتتبع جزء من المشهد الثقافي المغربي من زاوية الإنتاج الصحافي في مرحلة عسيرة من تاريخه ممثلة في فترة ما بعد الحماية.
الواقع أن المغاربة لم يغفلوا حينها قيمة وأهمية الثقافة داخل مجتمعهم، وذلك بالرغم من الغليان السياسي الذي كان يعم الفترة، والمتولد عن صراع المواقع ما بين مختلف الأحزاب السياسية القائمة. هكذا، وبعيدا عن صخب المشهد السياسي وتجاذباته، كانت معالم الإبداع الفكري حاضرة لدى المغاربة في جميع تجلياتها، حيث كان المشهد الثقافي المغربي يعُج بالعديد من الدوريات الفكرية والفنية المعبرة عن ذلك الاهتمام، بما فيها مجلة «المشاهد» لمصطفى العلوي، ذات التوجه السياسي أكثر منه نحو البعد الثقافي، والتي لا يندرج الاهتمام بها في هذا الباب في اتجاه إبراز أدوارها السياسية التي أنشأت من أجلها، ولكن للنظر من خلال بعض نوافذها إلى تجليات اهتمام المغاربة بالشأن الثقافي، والوقوف على حيز من النقاشات الفكرية التي كانت رائجة حول بعض المظاهر الإبداعية المؤثثة له من آداب وموسيقى وقصة ومسرح.
محمد براص
تتمة المقال تجدونها في العدد 78 من مجلتكم «زمان»