إذا كان حزب الاستقلال حافظ على طموحاته بضم موريتانيا إلى آخر رمق، ودعمه في ذلك الحزب الشيوعي المغربي (إذ أصدر علي يعته سنة 1960 كتيبا صغيرا تحت عنوان “موريتانيا إقليم مغربي أصيل”)، فإن الاتحاديين كانوا أقل حماسة لهذا المطلب.
منذ المؤتمر الوطني الثاني للاتحاد الوطني للقوات الشعبية في 25 ماي 1960، تم تبني مطلب حق الشعوب في تقرير مصيرها. بل إن الاتحاد المغربي للشغل، ذراع الحزب النقابي حينها، لم يتخذ أية خطوة للحيلولة دون دخول موريتانيا في ماي 1961 إلى منظمة العمل الدولية. وامتنع عن التصويت ضدها.
في مذكراته، يقول الرئيس الموريتاني المختار ولد داداه، إنه قابل المهدي بن بركة عدة مرات “ولم تتجه اهتماماتنا وحواراتنا أبدا إلى التآمر على المغرب، بل كنا نتحدث كثيرا عما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين بلدينا في ظل الاحترام المطلق لاستقلال موريتانيا وسيادتها”. بل إن المهدي، حسب ولد داداه، “أبدى اهتماما خاصا” بالتجربة الموريتانية في مجال إنشاء بلديات ريفية، وطلبه إمداده بالنصوص التشريعية التي تنظمها.
أما عن عبد الرحيم بوعبيد، فيقول عنه: “قابلته أول مرة في باريس سنة 1957.. وقابلته مرتين بعد الاختفاء المفاجئ والأليم للسيد بنبركة، ولم يعد يومها في الحكومة. وقد اختلفت مواقفه اختلافا بينا عما كانت عليه سابقا. فموريتانيا بالنسبة له لم تعد جزءا لا يتجزأ من المغرب، ولكنها جزء لا يتجزأ من المغرب العربي الكبير الذي كان بناؤه ومستقبله الشغل الشاغل لديه”.