سافر محمد بن الطاهر بن عبد الرحمان الفاسي إلى إنجلترا في عام 1860. هناك انتابته الرهبة حين وقف على قوة وتفوق الإنجليز، لكن حين عاد للمغرب نزع إلى ذم الآخر عوض الانتباه إلى أسرار تفوقه.
تعتبر سنة 1860 محطة مفصلية في تاريخ المغرب المعاصر، فهي سنة الهزيمة القاسية أمام الإسبان، وسنة اضطرار المغرب لأول مرة في تاريخه اللجوء إلى الاقتراض من الخارج، لأداء ما تبقى من غرامة الحرب والهزيمة. كما كانت هذه السنة أيضا بداية عهد جديد في الحكم مع السلطان محمد الرابع (1859-1873)، الذي عاش في السابق هزيمة معركة إيسلي على الميدان، كقائد للجيش المغربي فيها، ثم تابع مجريات الهزيمة في حرب تطوان كسلطان، بعد أن أوكل أمر تدبيرها للمولى العباس.
لا شك أن توالي هذه النكبات، وتزايد الضغط والتهديد الأجنبي كان من العوامل المحددة في ما ارتضاه السلطان الجديد من «إصلاحات» داخلية، رغبة منه في تدارك الأمر قبل فوات الأوان. كما أن الحاجة إلى الانفتاح على الخارج، لتحقيق ما كان يصبو إليه، جعلته يفكر في إرسال سفارتين إلى أوربا، في نفس الوقت، أي في صيف سنة 1860، واحدة إلى فرنسا والأخرى إلى انجلترا. وبقطع النظر عن انجازاتهما على المستوى الدبلوماسي، فقد خلفتا نصين مهمين لفهم نظرة السفيرين للآخر الأوربي مباشرة بعد الهزيمة في حرب تطوان.
الطيب بياض
تتمة المقال تجدونها في العدد 13 من مجلتكم «زمان»