سبق لرشيد اليزمي أن كان، ذات مرة، مرشحا للحصول على جائزة نوبل. مجرد إشاعة سلطت عليه الضوء في بلد غير معتاد على وجود علماء مشهورين دوليا. لقد تم الاعتراف منذ فترة طويلة من قبل نظرائه حين تمكن من تطوير”أنود الغرافيت” الذي جعل بطاريات أيون الليثيوم قابلة للشحن .في “زمان “يستعيد الحائز على جائزة درابر المرموقة الانبهار بالعلم الذي اكتشفه في أزقة المدينة القديمة في فاس، وكيف ألهمه الصناع والحرفيون التقليديون والعطارون في مسقط رأسه.
يبدو أنك مرتبط جدا بمدينتك فاس…
نعم، لقد أسهمت مدينة فاس بلا شك في تشكيل الرجل الذي أصبحت عليه .ولدت هناك سنة 1953، وبالتحديد في حي الشرابليين، غير بعيد عن باب بوجلود، ثم نشأت في حي الشهداء …ذكريات طفولتي الأولى تعود إلى الاحتفالات المرتبطة بالاستقلال. أتذكر احتفالا شعبيا غير عادي هز المدينة بشكل جدي. وبعد مرور سنوات قليلة، أصبحت ذكرياتي، عن الزيارة التي قام بها الملك محمد الخامس في بداية الستينيات من القرن الماضي، واضحة للغاية، حين مر، في طريقه إلى مسجد الأندلس، من أمام المحلبة التي كان يملكها والدي.
هل يمكن القول إن المدينة غذت مسارك العلمي؟
تعتبر فاس المدينة التاريخية للمغرب، وأيضا مدينة العلم. عندما كنت في العاشرة من عمري، كنت مفتونا بكل هذه الحرف التي تعتبر بالنسبة لي روح المدينة وقلبها. كنت أتجول في دروب المدينة القديمة التي كانت مقسمة حسب كل حرفة. كنت منبهرا بشكل خاص بالعمل الدقيق لصانعي الساعات الذين عملوا على آليات صغيرة ومعقدة. وفي أزقة المدينة القديمة، تجد أيضا باعة جائلين يبيعون كل أنواع الكتب، أغلبها باللغة العربية. غالبا ما كنت أنفق مصروفي على شراء كتب مستعملة عن العلوم… لكن ما جذبني أكثر هو علم الكيمياء. لقد جربت العديد من الوصفات المذكورة في هذه الكتب القديمة والتي كانت مكوناتها متوفرة عند العطارين في المدينة القديمة. لسوء الحظ، لم أعرف أبدا كيفية تحويل الرصاص إلى ذهب (يضحك)، ولكن الأهم من ذلك أنني جربت العلم الحقيقي.
حاوره يونس مسعودي
تتمة الحوار تجدونها في العدد 137 من مجلتكم «زمان»