قبل أكثر من ربع قرن، تقاسمت الفرقة البريطانية “رولينغ ستونز” عزف موسيقى إحدى أغانيها مع المجموعة المغربية الشهيرة “جهجوكة”. غير أن مغامرة الفرقة الأسطورية في فن “الروك” بدأت بالمغرب في ستينات القرن الماضي. هنا، تذكرة لسفر في الزمن.
قبل فترة طويلة من تناسل المهرجانات التي اجتذبت كبار النجوم الغربيين في السنوات الأخيرة، شكل المغرب، في الماضي، أرضا موعودة لمبدعين اختاروها هربا من توترات الحياة الغربية، وبحثا عن ثقافات أخرى… “البيتلز”، “جيمي هندريكس”، “ليد زيبلين”، “جيم موريسون” وآخرون مروا من هنا، في بلد نال استقلاله على التو. كان مغرب الستينيات لا يزال على بعد ألف ميل من تدفقات السياحة الجماعية. فقط “العارفون” بوجوده على الخارطة مَن كانوا يترددون على المملكة، إما سمعوا عن سحرها، أو دفعتهم إليها مغامرة الاكتشاف.
لم يستطع أعضاء “رولينغ ستونز” مقاومة ذلك السحر، وظلوا يترددون على البلاد، كفضاء تلقائي للغناء والرقص. كفضاء لا حدود فيه للممنوع، مقتفين في ذلك أثر زميلهم عازف القيتار، برايان جونز، الذي كان بالنسبة لهم بمثابة دليل وعارف بالأماكن السرية والحدائق الخلفية، حيث يمكن الجمع بين المهنة والمتعة. ظلت طنجة جنة فوق الأرض في أعين المجموعة المكونة من مايك جاغر، كيث ريشاردز، بيل وايمان، برايان جونز وشارلي واتس، غير أن رحلتهم “المراكشية” لم تخل من ذكريات تفرقت بين لحظات من السعادة ومثلها من التعاسة. كانت زيارتهم الأولى إلى مراكش مؤسِسة. ففي الوقت الذي كان الموسيقيون وأصدقاؤهم يتجولون في أزقة المدينة العتيقة، ويتوقفون مرارا أمام المحلات التجارية، كان برايان جونز لا يفكر إلا في ساحة جامع الفنا، التي سمع عنها كثيرا من الحكايات. ثم بدأ يستعجل رفاقه، مغريا إياهم بمكان لم يعرفه من قبل، لكن عشقته الأذن قبل العين.
أمين الجزولي
تتمة المقال تجدونها في العدد 79 من مجلتكم «زمان»