في عام ،1988 فاجأت سمية نعمان جسوس، الباحثة في علم الاجتماع، المهتمين والقراء بإصدار كتاب كان من الجرأة بما كان في تناول أحد أكثر الطابوهات تعقيدا .يتعلق الأمر بالحياة الجنسية للنساء المغربيات .في هذا الحوار مع مجلة “زمان”، تتحدث سمية نعمان جسوس عن الأسباب التي دفعتها لاختيار موضوع كتاب”Au-delà de toute pudeur”، أو ”بْلا حْشومة” كما ترجم إلى اللغة العربية، والذي حرصت فيه، وفق قولها، على أن تحترم المنهجية العلمية في البحث والتحليل بالاعتماد على المراجع التي أصدرها علماء حقيقيون.
لماذا اخترت دراسة علم الاجتماع؟
هل أنا التي اخترته أم هو الذي اختارني…
السؤال سيان.
أنا أقول دائما إن السوسيولوجيا هي فن الفضول. بمعنى أن الإنسان، الذي يختار السوسيولوجيا، يتملكه الفضول لمعرفة بعض العقليات والتصرفات والممارسات والاعتقادات. ولا يكتفي فقط بقبول أن يمارِسها أو تُمارَس عليه .كنت دائما أريد أن أعرف مصدر وهدف وإيجاد تفسير لكل ما يُطْرح أمامي من وقائع أو أفكار. كانت هذه عادتي منذ أن كنت طفلة، إذ كنت أطرح الكثير من الأسئلة. في جيلي، لم نكن نتلقى أجوبة، بل إن الطفل لم يكن من حقه التكلم في حضرة الكبار. لكن من حسن ظني أني ولدت في وسط عائلي، كان فيه الأب أو الأم مستعدين للجواب .كما حالفني الحظ أن أسافر كثيرا مع والديّ إلى مدن وقرى، وفي كل منطقة، كنت أمتلك الشجاعة لطرح الأسئلة على الناس الذين التقيناهم، والذين كنا نختلف معهم كثيرا، لكن مع اشتراك الغنى في الثقافة المغربية، الذي كان يجب فهمه وتقييمه. هكذا، تملكت الكثير من علامات الاستفهام، أو كما قلت الفضول، الذي دفعني إلى اختيار السوسيولوجيا.
حين ذهبت إلى باريس للدراسة. ألم تشعري بفارق الصدمة بين المجتمعين المغربي والفرنسي؟
أبدا. لأني درست في البعثة الفرنسية بالدار البيضاء، وكبرت في بيت مغربي تقليدي، فقد كان والدي، الذي اشتهر بصفته عضوا في المقاومة المسلحة للاستعمار الفرنسي، هو من أصر على أن أدرس في البعثة الفرنسية، وكان يشدد على أن لا نتحدث إلا الدراجة في البيت. هكذا، كبرت وسط ثقافتين ولغتين: مغربية وفرنسية. لذلك، لم أشعر بأي فارق هناك، رغم الاختلافات الموجودة بين المجتمعين.
حاورها عمر جاري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 133 من مجلتكم «زمان»