فرق المغاربة، دائما، بين الأمة التي ترتكز على الوطن وبين الأمة التي تعتمد الدين، غير أن رواج خطاب الحركات الإسلامية كرس الالتباس بين مفهومي الأمة والوطن.
لم يكن مصطلح “الأمة“ إنتاجا إسلاميا، بل عرفه العرب قبل الإسلام، فقد استعمله القرآن في سياقات مختلفة، لكن المصطلح أخذ أبعادا أخرى في السياق الإسلامي، باعتباره تعبيرا عن هوية موحدة وذاكرة جماعية وعلاقة روحية، وهو ما أهله للتوظيف السياسي من طرف إمبراطوريات المسلمين المتوالية، ثم من قبل حركات الإسلام السياسي بعد سقوط الخلافة، وانتهاء نظام “الفتوحات“.
لكن هذا التوظيف لم تكن له ثمرة ببلاد المغرب الأقصى، فرغم المشترك الديني والثقافي والوجداني بين المسلمين، هنا، ونظرائهم في باقي مناطق عالم المسلمين، إلا أن المغاربة حافظوا دوما على استقلالهم السياسي، وفرقوا بين الأمة الوطنية والأمة الدينية، قبل أن تعيد الحركات الإسلامية الالتباس بين مفهومي الأمة والوطن.
فما هو مفهوم “الأمة“ في السياق الإسلامي؟ وكيف كان توظيفه من قبل الدول التي عرفها تاريخ المسلمين؟ وكيف استغلته حركات الإسلام السياسي للشحذ والاستقطاب؟ وكيف تفاعل المغاربة تاريخيا مع دلالات مفهوم “الأمة“؟ وما دور الحركات الإسلامية في إعادة الالتباس بين مفهومي “الأمة“ و“الوطن“؟
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 92 من مجلتكم «زمان»