في يناير 1973، توصل ثلاثة من أبرز المعارضين بطرود مفخخة. وفي الوقت الذي نجا امحمد الدويري وعمر بنجلون من العملية، تعرض محمد اليازغي لجروح خطيرة نتيجة الانفجار. سرعان ما توجهت أصابع الاتهام إلى المخابرات. لماذا وكيف أحيطت عملية من ذلك الحجم بصمت رهيب؟
ي طرد، مثل آخر، يكون معبأ بعناية ومختوما بشكل صحيح. غير أن ما يشبه، في البداية، كتابا قد يكون عبوة ناسفة تنفجر في الحين وتتسبب في الكثير من الخسائر في الأرواح والأضرار الجسيمة.
لقد حالف حظ لا يصدق محمد اليازغي، المسؤول القيادي حينها داخل حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ونجا بأعجوبة من انفجار الطرد المفخخ الذي استهدفه. لكنه لحد الآن، وهو في سن الثانية والثمانين، ما يزال يحمل عقابيل ذلك الاعتداء. في نفس اليوم، أي 13 يناير 1973، توصل رفيقه في الحزب، عمر بنجلون، أيضا بـ”هديته” المتفجرة، ولأنه ارتاب في الأمر، تمكن من تجاوز الأسوأ. الطرد الثالث كان يستهدف امحمد الدويري، القيادي البارز في حزب الاستقلال، غير أن من حسن ظنه كان، ذلك اليوم، في مهمة حزبية بمدينة إفران، وفي طريق عودته علم بما وقع للزعيمين اليساريين، وأخذ كل الاحتياطات للتخلص من “الرسالة”.
في المقابل، لم تنل محاولات الاغتيال تلك أي اهتمام على المستوى الرسمي. إذ كان ذلك السبت، 13 يناير 1973، مشهودا في تاريخ المغرب المعاصر. ففيه أعدم أحد عشر ضابطا، رميا بالرصاص، بتهمة التورط في الهجوم على الطائرة الملكية يوم 16 غشت 1972.
سامي لقمهري
تتمة الملف تجدونها في العدد 55 من مجلتكم «زمان»