كان سكان البوادي، خلال العصر الوسيط، إما فلاحين أو رعاة، ومنهم من جمع بين الصفتين، لكن ظلوا مع ذلك فقراء يعيشون معيشة ضنكا.
عرفت البادية المغربية خلال العصر الوسيط نمطين اقتصاديين – اجتماعيين، قام أحدها على الترحال والرعي، وقام الآخر على الاستقرار والزراعة، وزاوجت بعض القبائل بين النمطين. وفي كلاهما، هيمنت الملكية الجماعية لأهم وسائل الإنتاج (الأراضي الزراعية والموارد المائية والمجال الرعوي)، وحضر التعاون الجماعي الإلزامي مثل حرث الأرض وجمع محصولها، وتخزينه في إطار ما يسمى بعملية “التويزة”، والتحكم في مجاري المياه وكنسها، والتعاون على مقاومة بعض الآفات الزراعية مثل الجراد… كل ذلك في إطار اقتصاد عائلي طابعه الكفاف، يعاني من مشاكل طبيعية وبشرية لاسيما بدائية وسائل العمل المعتمدة من لدن الفلاحين، والمرتكزة على قوة الإنسان العضلية، حيث انحصرت التقنيات الفلاحية في المحارث الخشبية والحديدية والمناجل والمجارف والمزابل والقادوم والفؤوس. وإذا كانت المصادر سكتت، بصفة شبه تامة، عن أدوات وطاقة العمل والتقنيات، فإن هذا الصمت نفسه يمكن اعتباره مؤشرا على جمودها.
محمد ياسر الهلالي
تتمة الملف تجدونها في العدد 55 من مجلتكم «زمان»