تحظى الأيقونة المغربية عائشة الشنا بإجماع واحترام قل نظيره، وذلك بسبب أدوارها وخدمتها لقضايا المرأة لعقود من الزمن، وبالخصوص قضية ”الأمهات العازبات” ومعاناتهن في المغرب. بعد أشهر قليلة من الآن، تكون عائشة الشنا أكملت عقدها الثامن، قضت منه 60سنة في خدمة المرأة، وما تزال. في هذا الحوار، تفتح السيدة الشنا قلبها لمجلة ”زمان،” وتكشف عن جملة من الأحداث التي عايشتها منذ أربعينات القرن الماضي وتعكس تاريخنا الراهن: حول”طابوهات” المجتمع المغربي، وحول مقارعة السياسيين والإسلاميين من أجل ”إدماج المرأة “..تحديد النسل، والإجهاض،
والفصل ،490 وغيرها من المواضيع الحساسة.
الجميع يعرف عائشة الشنا بأنها مدافعة عن الأمهات العازبات، ويعتقدون أن ما تدافعين عنه نتيجة ظروف مشابهة عشتها ..فما حكاية عائشة الشنا وأين ترعرعت؟
ولدت سنة 1941 بمدينة الدار البيضاء، وترعرعت بين مدينة مراكش والدار البيضاء. توفي والدي وعمري يناهز الثلاث سنوات، ثم توفيت بعده شقيقتي الصغرى، فعشت مع والدتي معاناة شديدة. كنا نسكن في المدينة الحمراء، فاضطرت والدتي بعد بضع سنوات أن تتزوج. لكن زوجها ورغم طيبوبته، إلا أنه منع عني مواصلة الدراسة في البعثة الفرنسية، تزامنا مع اندلاع المقاومة ونفي السلطان محمد الخامس .فقررت والدتي التمرد عليه، ودون علمه، بعثتني إلى الدار البيضاء عند خالتي، حتى يتسنى لي متابعة الدراسة .قدمت وحدي إلى المدينة وعمري لا يتجاوز الثانية عشر .منذ تلك اللحظة أحسست أني لم أعد طفلة. بعد الاستقلال، طلبت أمي الطلاق من زوجها ولحقت بي إلى الدار البيضاء.
ماذا تتذكرين عن تلك الأجواء السياسية المشحونة؟
الأجواء كانت مضطربة، لدرجة أنني كنت أتوجس من أي تحرك سياسي، والسبب أنني رأيت رجلا يقتل أمامي خلال توجهي إلى المدرسة الفرنسية .قتله الوطنيون بدعوى أنه خائن متعاون مع الفرنسيين. من جهة أخرى، كانت تصلنا أخبار عن اعتقال أبناء خالتي وما طالهم من تضييق.
حاورها غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 89 من مجلتكم «زمان»