يجزم عبد الرحمان الطيبي، أستاذ التاريخ بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن الريف لم يكن أبدا شبه مستقل، مشيرا إلى أن سكانه من الأوائل الذين دعموا الدولة العلوية الفتية.
إذا رجعنا إلى الوراء، كيف كان استقبال أهل الريف للفتح الإسلامي؟ وهل شهدت المنطقة ظهور إمارات أو كيانات محلية بعد الفتح؟
عدم توفر معلومات كافية عن الفتح الإسلامي لمنطقة الريف، يجعل من الصعب الحسم في الجواب. ومهما يكن، فإن وصول عقبة بن نافع إلى المغرب سنة 682م وموسى بن نصير في سنة 768م لنشر الإسلام في المنطقة الشمالية، لم يتم إلا بعد اتصالهما بحاكم سبتة الكونت يوليان الذي عرفهما على طبيعة بلاد البربر وغيرها من البلاد. وحسب ما هو متداول في المصادر، فإن البرابرة بصفة عامة لم يقبلوا الدين الجديد بسهولة، حيث قاوموا الفاتحين مقاومة عنيفة حتى بعد اعتناقهم للإسلام. ويشير ابن خلدون إلى أن البرابرة ارتدوا اثني عشر مرة ولم يعتنقوا الإسلام إلا بعد فتح باب الجهاد إلى الأندلس.
وهل يمكن الجزم في أول حاضرة ظهرت في الريف بعد الفتح الإسلامي؟
هي مدينة النكور، التي تعد أول حاضرة إسلامية بنيت في المغرب حسب الزياني في “الترجمانة الكبرى”، إذ سرعان ما أصبحت، منذ تأسيسها، ميناء هاما في تنشيط حركة التجارة بين المغرب والأندلس، كانت منطقة جذب للسكان سواء من المناطق المجاورة أو البعيدة، كما كانت ملجأ للعلماء والشعراء من الأندلس، وكان معروفا عن سكانها تشبثهم بالمذهب المالكي ومقاومتهم للمد الشيعي. ولقد عرفت ازدهارا في الميدانين الفلاحي والتجاري.
حاوره عمر جاري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 45 من مجلتكم «زمان»