دعت كل من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، في 14 دجنبر ،1990 إلى خوض إضراب عام. وكانت من بين المطالب المرفوعة : الزيادة في الأجور، وترسيم العمال والأعوان، وضمان حق الشغل والتعويض عن البطالة، وتحسين نظام التقاعد ..وغيرها من مطالب أخرى رفعت من سقف التوقعات .لكن سرعان ما تطورت الأحداث بشكل سلبي، خصوصا في فاس، وصلت حد وفاة متظاهرين وجرح بعضهم واعتقال آخرين.. اليوم، يرجع بنا عبد الرحيم الرماح، العضو السابق بمجلس النواب باسم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والمسؤول عن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بفاس حينها، للحديث عن القصة الكاملة لهذا الإضراب…
من طرح فكرة الإضراب العام في البداية؟ هل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل أم الاتحاد العام للشغالين بالمغرب؟
اتخذ قرار الإضراب في المجلس الوطني للكونفدرالية الديمقراطية للشغل يوم 7 أبريل 1990 على أن يتم تنفيذه في 19 أبريل من الشهر نفسه، وتم تأجيله على إثر الحوار الذي تم مع الحكومة أيام 13 و14 و15 أبريل .1990 ولكون الحكومة لم تنفذ ما تم الاتفاق عليه، قرر المجلس الوطني المنعقد في 30 شتنبر 1990 من جديد تنفيذه مع ترك الصلاحية للمكتب التنفيذي لتحديد تاريخه، ولكون العلاقات كانت قد عرفت تطورات إيجابية بين الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين منذ 1988 في إطار التنسيق حول التمثيلية في منظمة العمل الدولية. فقد تم بتاريخ 31 أكتوبر 1990 إصدار بيان، أعلنت فيه المنظمتان استعدادهما للقيام بتنفيذ مسلسل نضالي مشترك حول القضايا التي يتعين إيجاد الحلول لها. وبتاريخ 20 نونبر ،1990 تم إصدار نداء عن المكتبين التنفيذيين يتضمن نقط الملف المطلبي. وبتاريخ 27 نونبر ،1990 تم اتخاذ قرار الإضراب العام ليوم 14 دجنبر .1990
شاركت، أيضا، في الإضراب نقابات أخرى، كالنقابة الوطنية للتعليم العالي، والنقابة الوطنية للتجار الصغار والمتوسطين، والاتحاد العام للتجارة والصناعة. كيف تم التنسيق بينكم؟
قبل قرار الإضراب، كانت هناك علاقات مستمرة مع النقابة الوطنية للتعليم العالي ومع النقابة الوطنية للتجار الصغار والمتوسطين ومع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب منذ تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، مما سهل مساندتهم لقرار الإضراب بشكل تلقائي. حيث أعلنت النقابة الوطنية للتعليم العالي مساندة الإضراب والشيء نفسه، قامت به النقابة الوطنية للتجار الصغار والمتوسطين والاتحاد الوطني لطلبة المغرب، كما أن الاتحاد العام للشغالين كانت تربطه علاقات مع التنظيمات النقابية المهنية التي لها تقارب سياسي معه.
تتمة الحوار تجدونها في العدد 111 من مجلتكم «زمان»