بلكنة مراكشية تبهر المنصتين، يجلس عبد السلام البوسرغيني في منزله، وهو في الحادية والتسعين من عمره، بقامته الطويلة وجسده النحيل، رفقة زوجة تقاسمت معه كثيرا من الأحداث.. حياته كانت عبارة عن حركية دائمة كما عرفها بلسانه، الكثير من المغامرات والتحديات والفضول المستمر، الذي قاده في ريعان شبابه إلى الانخراط في حزب الاستقلال. هو من الأوائل الذين اشتغلوا في الصحافة الحزبية بجريدتي ”العلم “و”التحرير” .في هذا الحوار، يفتح البوسرغيني صفحات من ذكرياته مع المهدي بنبركة وعبد الرحمان اليوسفي وآخرين.. هنا أيضا، حديث عن حرب الجولان التي عاشها كصحافي من قلب الحدث.
بداية، حدثنا عن طفولتك ومسارك التعليمي..
أولا، أحب أن أقول إنني شخصية عصامية، حيث أن دراستي لم تتجاوز الأقسام الابتدائية الأولى. انتقلت عندما كنت في الخامسة أو السادسة من عمري للعيش في القنيطرة لأتربى مع ابن خالي، الذي كان والده من المثقفين، حيث تلقى تعليمه بالقرويين .زاوجت في هاته الفترة بين التعليم الحر الوطني، الذي منع سنة ،1937 وبين المدارس التابعة لإدارة الحماية، التي لم نكن ندرس فيها سوى اللغة الفرنسية. غير أنني كنت من المحظوظين لأن خالي استقدم لنا أستاذا في المنزل ليلقننا دروسا في اللغة العربية، كان هذا الأستاذ قد تعلم في الشرق، إذ كان يدرسنا النحو في كتاب اسمه “سلم اللسان“. بعد وفاة والدي، عدت إلى مراكش وأنا في 13 من عمري، وحتمت الظروف علي وعلى إخوتي، ترك مقاعد الدراسة والتوجه إلى العمل باكرا، حيث اشتغلت في التجارة .بدأت أسمع في هاته الفترة عن خلايا حزب الاستقلال التي كانت تحتاج لمن يقرأ مناشيرها.
نفهم من هذا أنك انضممت لحزب الاستقلال؟
نعم، انخرطت في حزب الاستقلال، في تلك الفترة كان شرف عظيم لي أن أكون مع الوطنيين في الحزب، استقطبني شخص يدعى الشرايبي، حينما علم بأني أجيد العربية وأستطيع قراءة المناشير .كانت الخلايا تجتمع بشكل سري في منازل الوطنيين، فكلفت بقراءة المناشير التي أسهمت في تغذية الروح الوطنية، والوعي الجماعي للمواطنين حول ضرورة الكفاح من أجل الحرية والاستقلال..
تتمة الحوار تجدونها في العدد 103 من مجلتكم «زمان»