في منزله الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن دار الإذاعة والتلفزة في الرباط، استقبلنا عبد الغني أبو العزم. منزل حوله إلى مكتبة تتزاحم فيها الكتب والمخطوطات والأوراق حتى في الأروقة. في سن الحادية والسبعين، ما يزال يتمتع بذاكرة ثاقبة. تحدث عن صباه، ودراسته، ورفيق دربه أحمد التوفيق، وعن مدير المدرسة عبد السلام ياسين، وعن 23 مارس، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وياسر عرفات ونايف حواتمة…
على امتداد ست صفحات، يحكي عبد الغني أبو العزم مسارته حياته، بدءا من طفولته المبكرة حيث ولد وسط عائلة فقيرة في مدينة مراكش، فدراسته التي صاحبه فيها رفيق عمره أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الحالي، ثم ولوجه مدرسة تكوين المعلمين في المدينة الحمراء، التي لم يكن مديرها غير عبد السلام ياسين مؤسس جماعة العدل والإحسان. في سنة 1966، التحق أبو العزم بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في فاس. هناك، استهوته الأدبيات الماركسية اللينينية، فالتحق في سنة 1969 بأكبر تنظيمات اليسار الجذري: حركة 23 مارس. وبعد سنتين، وجد نفسه مسؤولا عن تنظيمها في الخارج، عندما غادر المغرب لمتابعة دراسته في فرنسا. في عاصمة الأنوار، كان الشاب عبد الغني، ولم يتجاوز السادسة والعشرين من عمره، على موعد مع الارتماء في أحضان تنظيم جديد، فلسطيني هذه المرة: الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حيث اتصل بقيادة المقاومة الفلسطينية: ياسر عرفات، نايف حواتمة، جورج حبش…إلخ. في سنة 1982 قدم، رفقة أحد قادة حركة فتح، وثيقة تدعو إلى القبول بحل الدولتين، لكن عرفات رفض. عاد أبو العزم إلى المغرب سنة 1983 بالتزامن مع عودة قيادات الحركة الماركسية اللينينية إلى المغرب. في هذه اللحظة، بدأت مرحلة جديدة في حياة الرجل، استعادت فيها شخصيته الأكاديمية مكانها. فتوالت إصدارته العلمية، آخرها معجمه “الغني الزاهر”، أحد أكبر المعاجم العربية وأغناها
حاوره المصطفى بوعزيز وخالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 27 من مجلتكم «زمان»