لعبد المقصود راشدي مسار طويل في العمل الجمعوي، هو أحد مؤسسي جمعية الشعلة للتربية والثقافة، الجمعية المحلية التي انبثقت من رحم الحي المحمدي في سبعينات القرن الماضي، قبل أن تتحول إلى جمعية وطنية في بداية الثمانينات. يرجع بنا، راشدي، في هذا الحوار، إلى سياق تأسيس الجمعية، والمضايقات التي تعرضت لها من طرف السلطات بعد ذلك، يكشف لنا، أيضا، عن حقيقة العلاقة بين الشعلة والاتحاد، كما يحدثنا عن تجربته الحزبية والمشاكل التي يعاني منها الحزب حاليا.
بصفتك أحد الوجوه البارزة في العمل الجمعوي المغربي.. كيف تقيم وضعية العمل الجمعوي في المغرب حاليا؟ هل هناك تراجع أم تطور؟
تميز المغرب منذ استقلاله بإصداره لظهير الحريات العامة سنة ،1958 وهو ظهير يجب أن نعتز به لأنه أسس للتعدد وأقر به، وبموجبه فتحت الأبواب للعمل الجمعوي بعد استقلال المغرب. وبالرغم من أنه كانت هناك محاولات للتراجع على الظهير في سبعينات القرن الماضي، إلا أن الوضعية تحسنت في الثمانينات والتسعينات بعد مجيء حكومة التناوب .اليوم، مع المسار الديمقراطي الذي عرفته البلاد في العهد الجديد وخاصة بعد دستور ،2011ظهرت موجة جديدة للحركة الجمعوية خاصة مع تفعيل برامج التنمية البشرية مما أبرز أنماط جديدة كذلك من الفعل الجمعوي .ويحتاج المغرب اليوم تفعيلا للدستور الجديد، وإلى مدونة قانون خاص بالحياة الجمعوية، توضح فيها الحقوق والواجبات، وكذا مسألة الحكامة الداخلية والنظام المالي المحاسباتي للجمعيات، وطبيعة العمل الديمقراطي المؤسسي الداخلي من أجل تأهيل الحركة الجمعوية للانخراط في المشروع التنموي الجديد…
كنت أحد مؤسسي جمعية الشعلة للتربية والثقافة، حدثنا عن سياق تأسيس هاته الجمعية؟ ومن هي الأسماء الأخرى التي أسهمت معكم في ميلاد هاته الجمعية؟
تأسست الجمعية، التي كانت محلية في البداية تحت اسم “الشعلة للتربية والتخييم” سنة 1975 في دار الشباب بالحي المحمدي، بفضل فريق شاب لخدمة طفولة الحي المحمدي. ومن الأسماء التي أسهمت في تأسيس الجمعية: محمد غنمي، ومحمد الرمش، ودهوان بوشعيب، وغنين مصطفى.. انفتحت الجمعية بين سنوات 1977 و1978 على أنشطة أخرى ليس لها علاقة بالأطفال فقط، بل أصبحت تنظم ندوات ولقاءات عززت من الحضور القوي للشعلة في مدينة الدار البيضاء. شيئا فشيئا بدأ يبرز نقاش داخلي حول إمكانية توسيع عمل الشعلة على المستوى الوطني. كان الأمر بمثابة مغامرة في نهاية السبعينيات، وتمرين حول مدى قدرة جيلنا من الشباب آنذاك على الحلم وتحمل المسؤولية… في النهاية، تحولت الشعلة بفضل عزيمة أطرها وإصرارهم على خدمة المجتمع سنة 1981 إلى جمعية وطنية تحت اسم “الشعلة للتربية والثقافة“ بمشاركة فروع الحي المحمدي والرباط وأكادير وخريبكة وبني ملال وهو ما جعل الجمعية تمتد في عملها لمختلف مناطق المملكة. واجهتنا صعوبات عدة حينذاك متعلقة بأشكال التعامل الإداري من طرف السلطات المحلية يومها وبطريقة التعامل مع عقليات الناس حسب كل منطقة جغرافية، لكن ذلك في الوقت نفسه أعطى للجمعية تعددا وتنوعا فكريا وثقافيا.
حاورته سارة صبري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 119/118 من مجلتكم «زمان»