أبدى علال الفاسي، وهو في ريعان الشباب، عن موهبة متقدة، بدءا بنظم الشعر الذي جعله وسيلة لتوعية أقرانه بالقيم الوطنية، وانتهاء بكتاباته التي تعددت بين الفقه والفكر.
علال الفاسي (1974-1908) شاعر، فقيه عالم مجتهد، قائد سياسي، زعيم وطني ومفكر سياسي عربي يجد مكانه، في سهولة ويسر، بين كبار “قادة الفكر“ السياسي في العالم العربي الإسلامي المعاصر: أبعاد خمسة تتآلف وتجتمع في شخصية واحدة .الحق أن صفتي القائد السياسي والزعيم الوطني المغربي الذي يرتبط اسمه بسيرورة الكفاح الوطني من أجل استرجاع المغرب لحريته تحجبان الأبعاد الأخرى، بل تكادان تقصيانها. وفي هذه المساهمة نود، في إيجاز وتركيز معا، أن نلقي بعض أضواء كاشفة على صورة المفكر السياسي العربي الإسلامي خاصة. بيد أن التنبيه إلى ملامح الشاعر والفقيه المجتهد والزعيم الوطني المغربي في شخصية علال الفاسي يعتبر مطلبا ضروريا لا محيد عنه من أجل تبين صورة المفكر الذي يسمو به النظر لارتياد آفاق تتجاوز المحلية لتتبوأ مكانة متميزة في الفكر العربي الإسلامي المعاصر.
يصح الحديث، فيما يجوز نعته بالنظام السياسي الفكري عند علال الفاسي، عن تجاور وتكامل بين الشعر والفقه والفعل الوطني النضالي والنظر السياسي حينا قليلا وعن تفاعل وتداخل بين كل هذه المكونات أحيانا كثيرة. في هذه المساهمة، التركيبية الوجيزة (فليس المجال يتسع لبسط القول بالتحليل والاحتجاج بالأدلة والنصوص)، نسعى إلى تسليط بعض الضوء على أنماط حضور الفكرة السياسية عند علال الفاسي المفكر العربي السياسي المعاصر.
سعيد بنسعيد العلوي
تتمة المقال تجدونها في العدد 127 من مجلتكم «زمان»