في زمن الأوبئة، كانت العائلات المغربية تفقد أزواجها وأولادها. ولتعويض ذلك، كانوا يركزون على “إحياء” مؤسسة الزواج من جديد. لكن “العائق النفسي” كان يضعف رغباتهم وغرائزهم الجنسية، بحسب المؤرخين.
في مقالة له عن الأوضاع الاجتماعية في زمن الأزمات، والتي أهمها مؤسسة الزواج، يشير الباحث محمد استيتو إلى أهمية الزواج في زمن الأوبئة التي اعتادت أن تضرب المغرب. يذكر الكاتب أن الجهود كانت تركز في المقام الأول على تنشيط مؤسسة الزواج من خلال العمل على إعادة ترتيب أوضاع البيوت والأسر المتضررة من فقدان أحد عناصرها، وكان ذلك يتم بالبحث عن السبل الممكنة والمتاحة لتزويج الأرامل من الرجال والنساء، وإيجاد مبررات الحاجة إلى التعدد، وتشجيع غير المتزوجين والعزاب من الجنسين على الزواج، ولو في سن مبكر، حتى تكتمل الشروط الموضوعية والشرعية للمباشرة الجنسية بهدف الانجاب والتناسل الطبيعي، وفق الباحث.
لكن، يشير الباحث أيضا أن تلك الأوبئة والأزمات كانت تؤثر في نفسية المكلومين وأغلب الأسر المغربية، بحيث تؤثر على العلاقة الجنسية والغرائزية بغرض التكاثر، أو جراء تسبب الأمراض بالعقم أحيانا. فمثل هاته الظروف العصيبة كثيرا ما كان الناس ينشغلون عن سبل الكسب، ناهيك عن المتعة وإنجاب الأطفال. لهذا الغرض اضطر بعضهم إلى أخذ بعض الأعشاب والأدوية الطبية لتحفيز غرائزهم وعاطفتهم والتخفيف من هواجسهم، من بينها كما يذكر الباحث، كتاب “حديقة الأزهار” لمؤلفه أبو القاسم الغساني.
من بين الأمور التي كانت تحفز الناس أيضا، في أوقات الأزمات من أجل تكثير النسل وتعويض من رحلوا من ذويهم، هو الالتجاء والاستنجاد بالخطاب الديني والروحي، الذي يذكّر المغاربة بضرورة إعمار الأرض والعمل بما جاء به القرآن حول النكاح والحفاظ على “زينة الحياة الدنيا”.