خلفت الحرب الروسية الأوكرانية ارتباكا على المستوى العالمي، طال حتى الطلبة المغاربة، الذين يدرسون الطب والصيدلة هناك.. بعد عودتهم إلى المغرب هربا من تبعات الحرب، وجدوا أنفسهم متوقفين عن الدراسة، مما خلق جدلا واسعا حول إمكانية إدماجهم في الكليات العمومية المغربية . ”زمان”، تحاول النبش في الجذور التاريخية لهجرة الطلبة المغاربة نحو بلدان أوربا الشرقية.
استقطبت جامعات أوربا الشرقية الطلبة المغاربة منذ ستينات القرن الماضي، مما يؤكد أن ظاهرة تكوين المغاربة في هاته الدول ليست حديثة العهد، ويدل في الآن نفسه على تنويع الوجهات الدولية للطلاب المغاربة، بالرغم من عدم وجود تقارب تعليمي بين المغرب وهاته البلدان. في هذا الإطار، أجرى الباحث كمال ملاخ، دراسة عن هذا الموضوع، تعتبر من أهم المراجع التي يمكن أن تقربنا بشكل رصين وجدي منه. يصف ملاخ هاته التجربة بكونها «مكنت الطلبة المغاربة من التكيف مع تطورات السياق الجيو – سياسي حينئذ» .كما يرى بأنه لم يتم دراسة الظاهرة بالشكل الذي يجب، بل تم تجاهلها لمدة طويلة، مقابل الاهتمام بحركية الطلبة المغاربة نحو فرنسا، التي عرفت نشاطا مكثفا بعد الاستقلال نحو البلد المستعمر السابق .لكن هناك من الطلبة المغاربة وعائلاتهم من فضلوا الاستثمار في الفرص الدراسية التي تقدمها دول أوربا الشرقية. بعد سنة ،1991 أي بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، صارت الدراسة في دول أوربا الشرقية مدفوعة الأجر، فأصبحت احتمالات الدراسة تجذب أكثر الطلبة الذين يمكنهم تحمل تكاليفها في القطاعين الطبي والصيدلي على وجه الخصوص. عرفت بداية الستينات ارتفاعا ملحوظا في معدل الطلبة الذين هاجروا للدراسة في الاتحاد السوفياتي، ما يعني أن العملية كانت قائمة حتى قبل هاته الفترة، وهو الأمر ذاته الذي يرجحه كمال ملاخ في دراسته، إذ يقول بأنها بدأت على الأقل مع بداية ستينات القرن الماضي، وهي مرحلة شهدت فيها العلاقات بين المغرب والاتحاد السوفياتي «طفرة دبلوماسية تجاوزت الاختلافات الإيديولوجية بين النظامين».
تتمة المقال تجدونها في العدد 102 من مجلتكم «زمان»