في عز الحرب الباردة، وحتى إن أبدى المغرب اصطفافا واضحا مع الولايات المتحدة، وعبرها مع الغرب والحلف الأطلسي، حافظ على شعرة معاوية مع السوفيات وحلف وارسو.
كانت الصورة التي وقرت في الأذهان عن أمريكا عقب الحرب العالمية الثانية، وهي أنها صديقة الشعوب. كان تبنيها للميثاق الأطلسي، الذي أكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها الشرارة التي ألهبت الدول المستعمَرة كي تتخلص من نَير الاستعمار .وكان أول لقاء لأكبر مسؤول أمريكي، روزفلت، مع السلطان محمد الخامس في أنفا يناير ،1943 تحولا في تاريخ المغرب الحديث، و هو الأمر الذي دفع الوطنيين إلى المطالبة بالاستقلال. كانت أداة الأمريكيين لزعزعة الإمبراطورية الفرنسية هو النقابات، وارتبطت بعناصر منها، وهو ما لم تكن ترتاح له الإدارة الاستعمارية الفرنسية. وحينما نال المغرب استقلاله، لم تكن الرؤية واضحة على مستوى القرار، ولا على مستوى الحركة الوطنية فيما يخص التعامل مع غريم الولايات المتحدة، الاتحاد السوفياتي .كان بعض من عناصر الحركة الوطنية قد شاركوا في مؤتمر باندونغ (1955) الذي كان يهدف إلى رص كتلة آسيوية–إفريقية خارج الصراع الذي بدت معالمه في بؤر عدة من العالم، ما بين القوتين العالميتين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، مع حِلفين عسكريين، الأطلسي، وحلف وارسو. كان المغرب حينها قريبا من التوجه التقدمي في إفريقيا، واحتضن لقاء الدار البيضاء الذي كان نواة للوحدة الإفريقية ،(1960) واستقبل الملك محمد الخامس الزعيم السوفياتي خروتشوف في زيارة له للمغرب .والطريف أن القائدين الوحيدين اللذين شهدا انطلاق السد العالي بمصر سنة ،1957 هما الملك محمد الخامس والزعيم السوفياتي نيكتا خروتشوف، إلى جانب الزعيم جمال عبد الناصر .وكان المغرب ثاني دولة بعد مصر، في إفريقيا، تعترف بالصين الشعبية ذات التوجه الشيوعي سنة .1958
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 102 من مجلتكم «زمان»