من خلال تتبع تاريخ المخزن، أو بالأحرى، السلطة بالمغرب، ينجلي دور القائد كأحد ركائز الحكم ودعائمه. هذه الشخصية – الظاهرة القائدية أغوت دراستها العديد من الباحثين الأجانب، وظل حضورها مترسخا في أذهان المغاربة، بل و”مرعبة” لديهم لعدة قرون. فما هي قصة ”القايد” في المغرب؟
لا يمكن الحديث عن ظاهرة القائدية في المغرب، دون الحديث عن الوضع القبلي أو إغفال الأدوار المركزية داخله .فقد كانت القبائل، بحسب ما صوّرها ودرسها الباحثون والمؤرخون، تتميز ببنية عمودية وأفقية في التنظيم والحكم .لكن تحديد مفهوم للقبيلة أو بنياتها الاجتماعية والسياسية، يختلف باختلاف المدارس السوسيولوجية والأنثروبولوجية، (الكلونيالية وما بعد الكولونيالية)، وكل ما يمكن استخلاصه هو وجود علاقة معقدة بين مكونات المجتمع المغربي؛ غير متوافقة ومتقلبة، لكنها راسخة في الآن نفسه، وتتحكم فيها عدة عوامل: العامل الديني (الزاوية والشرفاء)، والعامل السياسي (المخزن)، والعامل الاقتصادي (ملكية الأرض ووسائل الإنتاج).
صناعة القائد.. بين القبيلة والمخزن
ترتبط ظاهرة صناعة القائد في المناطق المغربية، قبل الاستعمار، بما يسمى بالزعامات المحلية والدينية (شيوخ القبائل والزوايا). هذه الزعامات كانت تنازع السلطة المركزية والحاكمة من حيث قوتها ونفوذها. لذا لم يكن ليدخل السلطان في صراعات مباشرة لإخضاعها، فكانت غاية الطرفين استرضاء بعضهما البعض، مع اختلاف العلاقة من منطقة لأخرى ومن سياق لآخر.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 89 من مجلتكم «زمان»