من أجل تشكيل دعامة سياسية متينة، اعتمد بعض السلاطين على روابط الصلة مع القبائل، وذلك عن طريق مؤسسة الزواج.
من بين أبرز هؤلاء السلاطين أحمد المنصور والمولى إسماعيل. تزوج الأول من قبيلة الشبانات، ثم من أسرة بوكرزية الذائعة الصيت بمنطقة تقع ما بين تافيلالت وكورارة. أما المولى إسماعيل فكان مرتبطا بقبائل عديدة ومختلفة، إذ تزوج من المغافرة والرحامنة وبني مالك وبني سفيان والشاوية ودكالة، وأيضا من الحياينة وزعير.. وقبائل أخرى ذكرت في “تاريخ الضعيف”.
تضيف المراجع التاريخية أنه من الصعب معرفة العدد الحقيقي لنساء البلاط، بسبب طابع السرية الذي يحيط بالقصر السلطاني، فمؤسسة الحريم كانت تخضع لقوانين ونظام متجدد من الصعب معرفة خباياه، اللهم من برز منهن للقيام بأدوار اجتماعية أو سياسية.
شكلت مسألة المصاهرة أيضا فرصة للأسر المخزنية للتقرب من جانب السلطة أكثر، فقد سعت أيضا لتوثيق أواصر القرابة مع أبناء السلطان وذويه. هنا يذكر أن المولى إسماعيل زوّج إحدى بناته من زعيم يتحكم في طرق أدرار. لكن السلطان كانت له غاية من ذلك الزواج؛ فهو يعرف أهمية تلك الطريق التي تضمن له عبور الذهب والعبيد.