تحتفل فاس، العاصمة العلمية للمملكة، اليوم الثلاثاء 4 يناير، بيومها السنوي الذي تقرر في شهر يناير 2011، والذي يتزامن مع وضع أسسها الأولى عام 808. يتعلق الأمر بمحفل عمومي للنقاش، يرصد جوانب من تطور المدينة وتحولاتها. ويعتبر هذا الاحتفاء، مناسبة لفتح النقاش حول الوضع الراهن للعاصمة العلمية والمخططات المستقبلية، بغية تعزيز تنافسيتها الاقتصادية.
واعتمد هذا اليوم الاحتفالي، من قبل جمعيات المجتمع المدني الناشطة في مجال حماية التراث والبيئة والمواطنة. ووفقا لوكالة التنمية وإعادة تأهيل مدينة فاس، فإن هاته العملية تتوخى إذكاء وبث دينامية اجتماعية واقتصادية وثقافية جديدة في سياق محمل بالتاريخ والتراث، وكذا ضمان استدامة الآثار، مع جعل هاته المواقع فضاءات لخلق فرص العمل، والتي سيعاد ضخ إيراداتها في عمليات الحفاظ على التراث الثقافي للمدينة العتيقة.
كما أن هناك مبادرات ومشاريع تنموية تهدف إلى إعادة المدينة لوهجها الثقافي، من بينها برنامج ترميم المعالم الأثرية والمواقع التاريخية لمدينة فاس، وحوالي أربعة آلاف مبنى مهددة بالانهيار والسقوط.. أما المبادرة الأخرى، فتتعلق بإعادة الدينامية لهاته المدينة والنهوض بتراثها، من خلال فتح فنادقها الشهيرة الشماعين والسبيطريين والسطاونيين أمام أنشطة حرفية في طور الاندثار وأنشطة ثقافية وسياحية متنوعة.
في ذات السياق، هناك أيضا البرنامج التكميلي لتثمين المدينة العتيقة لفاس، الذي تم تقديمه من طرف الملك محمد السادس، ويهدف هذا البرنامج، الذي يكلف غلافا ماليا يناهز 583 مليون درهم، الرفع من جاذبية المدينة لدى الساكنة، وخصوصا الطبقة المتوسطة والزوار أيضا.
يذكر أن الحاضرة الإدريسية، أدرجت في لائحة التراث العالمي للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو، نظرا لتعدد معالمها الأثرية، بما في ذلك تسعة آلاف منزل تاريخي، و11 مدرسة، و43 مدرسة قرآنية، و83 ضريحا، و176 مسجدا، وجامعة القرويين، بالإضافة إلى 1200 ورشة عمل حرفية فنية ومدابغ تقليدية كبيرة.
وتشتهر مدينة فاس، باحتضانها للفن والثقافة والروحانية بامتياز، كما تعتبر نموذجا حيا للمدينة المتوسطية والمدينة العربية الإسلامية، بأبراجها وجدرانها. وتسعى المدينة حاليا، إلى استعادة بريقها، بمواجهة التحديات لضمان تنميتها المحلية وتعزيز انطلاقها الاقتصادي.
أي نتيجة
View All Result