بعدما انهزمت فرنسا عسكريا أمام ألمانيا النازية في يونيو 1940، خرج الجنرال فرانكو منتصرا من الحرب الأهلية الإسبانية، والتمس من هتلر أن يمكنه من الجزء المغربي الذي أخضعته فرنسا للحماية.
تقاسمت فرنسا وإسبانيا، بناء على اتفاق، المغرب ابتداء من عام 1912. ففيما فرضت مدريد حمايتها في الصحراء والشمال أو ما كان يعرف، حينها، بالمنطقة الخليفية، استحوذت باريس على باقي التراب المغربي.
كانت العلاقات بين الإقامة العامة الفرنسية في الرباط والمفوضية العليا الإسبانية في تطوان جيدة. فعلى سبيل المثال، وخلال حرب الريف (1921-1927)، تمكن جيشاهما، بفضل التعاون العسكري الوثيق بينهما، من سحق ثورة محمد بن عبد الكريم الخطابي. لكن لم يكن، أبدا، مستبعدا أن يدخلا في مواجهة مسلحة.
فقد كان لفرنسا تطلع للهيمنة على المنطقة الإسبانية، خاصة أثناء الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939). وكان بإمكانها أن تبسط يديها إن أرادت ذلك، لأنه لم يكن في قدرة طرفي النزاع: الجمهوريين والعسكريين الانقلابيين، فتح جبهة أخرى، في الوقت الذي كانوا يقتلون بعضهم البعض في شبه الجزيرة الإيبيرية.
وحتى بعد عام 1939، ظل المنتصرون في الحرب الأهلية، أي الفرانكاويون، ينظرون بحذر إلى الفرنسيين.
عدنان السبتي
تتمة الملف تجدونها في العدد 74 من مجلتكم «زمان»، دجنبر 2019