بعد مرور أزيد من قرن من الزمن، ما يزال جل المغاربة مرتبطين بما يقع على الأراضي الفلسطينية. ولم يكن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني محط اهتمام لدى الحركة الوطنية واليسار المغربي فقط، بل تم توظيفه كورقة للصراع السياسي. فما طبيعة هذا الارتباط وجذور التعلق بالمسألة الفلسطينية في المغرب؟
مع نهاية الحرب العالمية الأولى، كانت الدول العربية على موعد مع أحداث ستغيّر خريطة ومستقبل العالم العربي؛ أبرزها قضية فلسطين. هذه القضية ستشكل لدى الحركة الوطنية والأحزاب السياسية وللاتحاديين، وعيا وحدويا وارتباطا وثيقا بما يقع بمنطقة المشرق.
البدايات الأولى للقضية الفلسطينية
شهدت الأراضي الفلسطينية بداية القرن العشرين عدة تقلبات سياسية ما بين خروجها من الإمبراطورية العثمانية وبين فترة الانتداب البريطاني. وفي سنة ،1917 انطلق مسار جديد لسيادتها، بالإعلان عما سمي بـ“وعد بلفور“، الذي دعا إلى «إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين». لم تكن بداية هذه التقلبات وهذا الإعلان بالتحديد تثير اهتمامات المغاربة. ففي حينها، لم يدرك إلا ثلة من النشطاء المغاربة مساعي بناء دولة يهودية وتحركات الحركة الصهيونية بعد الحرب العالمية الأولى.
وفي سنة ،1929شكلت أحداث “حائط المبكى“ أو ما يعرف بـ“ثورة البراق“ في القدس بداية التحرك المغربي من أجل دعم القضية الفلسطينية. هذا الحدث كان يدخل في إطار مقاومة الاستعمار، أي الوجود الأجنبي على أراضي عربية. وبعد أحداث البراق تلك، بعث مئات المواطنين من أعيان فاس وسلا مذكرة رفعت إلى القنصل البريطاني، حررها كل من علال الفاسي ومحمد بن الحسن الوزاني ومحمد الفاسي، عبروا فيها عن «استياء عموم المغاربة المسلمين استياء عميقا للحوادث المؤلمة التي وقعت في فلسطين، والظلم الفادح الذي أصاب المسلمين بتلك الناحية من جراء المساعي الصهيونية».
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 88 من مجلتكم «زمان»