أصدر الفوتوغرافي البرازيلي باولو فابري، كتابا يحمل عنوان “ريو-طنجة”، يبرز فيه أوجه التشابه بين مدينة طنجة المغربية وريو دي جانيرو البرازيلية. ويوضح فابري في حديثه مع هسبريس، أنه اختار مدينة طنجة بالصدفة عام 2018 وهو يخطط رفقة زوجته لرحلة قصيرة، لكن في الوقت نفسه إلى بلد بعيد عن البرازيل مسافة وثقافة ولهذا اختار المغرب.
وأبدى المصور البرازيلي تأثره بالكاتب بول بولز الذي عاش في مدينة طنجة 58 عاما، إذ ارتبط اسمه بالروائي المغربي الراحل محمد شكري، حيث ترجم مجموعة من أعماله، أشهرها رواية “الخبز الحافي”. يقول بول فابري إن لبولز رواية تدعى “السماء الواقية”، وردت فيها حكاية تشرح الفرق بين مفهوم سفر المسافر والسائح، مبرزا أنه لا يحب عادة السفر كسائح يفتش عن المتاحف والآثار، ولكن كمصور يبحث عن أفضل أماكن يعلق ضوء الغروب على جدرانها ومبانيها وشوارعها.
وبخصوص التشابه بين المدينتين، قال فابري: “يمكن للصور أن تتحدث أفضل مني بالطبع، لكن ما يمكنني قوله هو أن ريو وطنجة أقرب مما تعتقد، رغم كل التباين من حيث الثقافة والمناخ والديموغرافيا الواضح، هناك طبقات من هاتين المدينتين متساوية في الجو نفسه، كلاهما مدينتان ساحليتان ونقطتا عبور وتقعان في بقعتين مميزتين، كلاهما تتميزان بالتاريخ الطويل والارتباط بالماضي، رغم أن ماضي طنجة أطول من تاريخ ريو دي جانيرو”.
ويرى المصور البرازيلي أنه في هاتين المدينتين يمكنك أن ترى وتشعر بمزيج من كل شيء: اللغات، والثقافات، والأشخاص، والقصص، والبضائع. كما أن الغموض والغزارة اللذان رسمهما أوجين ديلاكروا في لوحته “متعصبو طنجة” هو نفسه الذي استخدمه المصور المحلي إيفاندرو تيكسيرا في طباعة صوره لريو دي جانيرو.
كما عبر عن طموحه ليكون كتاب “ريو-طنجة” حلقة وصل بين كل تلك الأماكن التي التقط بها صوره في المدينتين، وصيغة لتقارب البرازيل والمغرب من خلال هذه الصور، قائلا في هذا السياق: “آمل أن يسهم الكتاب في خلق نوع من التكامل بين البلدين. نحن أكثر ارتباطا كبشر بغض النظر عن جميع الاختلافات”.
أي نتيجة
View All Result