فيما تفيد دراسات عن وجود مطابع عبرية وإسبانية بالمغرب، قبل القرن الثامن عشر، تثبت جميع الوثائق أن دخول أول مطبعة حجرية باللغة العربية إلى المغرب كان سنة 1884على يد القاضي محمد الطيب الروداني.
لقد أثبتت جميع الوثائق والإشارات إلى أن دخول المطبعة إلى المغرب لم يتم على يد الدولة، وإنما تم بمبادرة فردية على يد القاضي محمد الطيب الروداني، رائد الطباعة بالمغرب. فما سبب اختياره لمطبعة حجرية، وكيف انتقلت المطبعة من ملكيته إلى يد المخزن؟ يمكن أن نعتبر أن اقتناء الروداني المطبعة لم يأت صدفة، بدليل المبالغ المالية التي حملها معه إلى الحج من أجل شراء المطبعة، ودفع مستحقات نقل الحمولة من ميناء الإسكندرية إلى ميناء الصويرة. كل هذا يظهر أن الروداني قبل ذهابه للحج كان عازماً على شراء المطبعة، فربما سمع عنها من أحد الحجاج، أو اطلع على إنتاجها من خلال الكتب التي كانت تدخل إلى المغرب عن طريق الحج، خصوصاً العلماء، أو ربما علم بخبر المطبعة الفرنسية بالجزائر أثناء مزاولته القضاء بوجدة، قبل أن يتولى قضاء تارودانت.
لطيفة الكندوز
التتمة في العدد 6 من «زمان»