في 6 نونبر 1975، انطلق 350 ألف مغربي في اتجاه الأقاليم الصحراوية، تحت الاحتلال الإسباني حينها، استجابة لنداء أطلقه الملك الراحل الحسن الثاني. بعد أيام، أعلن الملك أن المسيرة الخضراء حققت أهدافها وطلب من المتطوعين الرجوع إلى نقطة الانطلاق في مدينة طرفاية. في 14 نونبر 1975 وقع المغرب وإسبانيا وموريتانيا اتفاقية مدريد المعروفة التي قضت بتقسيم الصحراء بين الرباط ونواكشوط.
محمد مرادجي، المصور الفوتوغرافي المعروف، عاش الحدث بتفاصيله. في سن السادسة والثلاثين حينها، كان مصور الملوك الثلاثة قريبا من الملك الحسن الثاني، وحضر خطابه في قاعة العرش بقصر مراكش، قبل أن يحل بأكادير ليشهد استقبال الملك لخطري الجماني، ومنها إلى الصحراء حيث غطى دخول المتطوعين إلى الجزء المحتل من الأقاليم الجنوبية.
الحسن الثاني، في خطاب ألقاه من مراكش عن المسيرة الخضراء. أين كان محمد مرادجي حينها؟
كنت بدوري في مراكش يوم الخطاب، فقد أعلن جلالة الملك الحسن الثاني أنه سيلقي خطابا مهما في ذلك اليوم. كان ذلك بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية بلاهاي معطيا الحق للمغرب في الصحراء، ومؤكدا أن هذه المنطقة لم تكن أرضا خلاء. في ذلك المساء، أخذت سيارتي وتوجهت إلى مراكش لتصوير الملك أثناء الخطاب في قاعة العرش بالقصر الملكي. وجدته متفائلا جدا وفرحا بالقرار الذي اتخذته محكمة لاهاي. وأظن أن هذا هو الذي دفعه إلى الإعلان عن المسيرة الخضراء.
بعد الخطاب، كيف كانت الاستعدادات للمسيرة؟ هل كنت قريبا من الملك الحسن الثاني حينها؟ كيف عشت هذه الأحداث؟
لما خطب الملك الراحل، معلنا عن تنظيم المسيرة الخضراء والعزم على دخول الصحراء، كان بالتأكيد يعرف الشعب المغربي وملما بشؤون الناس، لذلك شدد في خطابه على أن يتم الأمر في «نظام وانتظام» كشرط أساسي لنجاح المسيرة. حينها كان الناس يتذكرون المسيرة الكبرى التي نظمها ماو تسي تونغ في الصين، قبل أن يعلن الملك عن المسيرة الخضراء. من جهتي، كنت مبهورا بالفكرة ومسرورا جدا بهذا الحدث، وأنتظر فقط لحظة بدايته. عندما أعلن الملك أنه يريد مشاركة 350 ألفا في المسيرة ساد حماس كبير، وهب في ظرف 5 أيام مليونان ومائة ألف إلى مكاتب التسجيل.
حاوره خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 2 من مجلتكم «زمان»