من بين الأسئلة العالقة في التاريخ الاجتماعي والفكري للمغرب، لا سيما بعد فترة الاستقلال، هو ما مدى تأثير التعريب في نشوء القوى المحافظة والتيارات الإسلامية ؟ عالم الاجتماع محمد الطوزي يقدم وجهة نظره.
كانت اللغة العربية تعبّر عما كان متاحا ومتداولا في الساحة (أي الأفكار المحافظة والدينية)، وتعزز حضور الحركات الإسلامية التي جعلت منها أداة لاختراق النخب المتمدرسة، إذ كانت الثانوية ثم الجامعة أول ساحة للصراع بالنسبة للإسلاميين. فلا ننسى أن عبد الكريم مطيع كان مدرسا. لكن لا يمكن لنا أن نعمم، فالراحل عبد السلام ياسين كان فرونكوفونيا يجيد اللغة الفرنسية، بالرغم من أن الدعوة أجبرته على تغيير المسار والكتابة بالعربية، في حين أن علاقته بالفرنسية وما تحمله من قيم كونية ظلت حميمية.
من جهة أخرى، لا يجب أن نغفل أداة رئيسة لتعريب المجتمع المغربي غير المتعلم وهو التلفزيون، بالرغم من أنه انتهى به المطاف ليصبح منتوجا نمطيا وحديثا يحتقره المثقفون الناطقون باللغة العربية. كما لا ننسى أن الإذاعة أصبحت الآن وسيلة أساسية للتعريب، وداخلها تقع معركة كبرى بين ثلاثة أقطاب رئيسية؛ وهم: مزدوجو اللغة (اللغة العربية البسيطة والفرنسية)، ومزدوجو اللغة آخرون (أصحاب الدارجة والعربية).