رأى النور في مدينة تومبكتو، أشهر مدن مالي. وفي سن السابعة عشرة حط الرحال في إيطاليا لإتمام دراسته. وهناك تغير قدر سهيل بنبركة كليا حينما بدأت علاقته عن طريق الصدفة مع عالم السينما ليتحول إلى أيقونة للسينما المغربية والإفريقية بشهادة عالمية. في هذا الحوار الذي خص به مجلة “زمان” يعود سهيل بنبركة إلى علاقته الوطيدة بالملك الراحل الحسن الثاني ووزير الداخلية إدريس البصري وإلى رئاسته للمركز السينمائي المغربي، فضلا عن تجربته الإيطالية.
ولدت في تومبكتو، ما الذي يعنيه أن تكون مغربيا في مالي؟
ربما قليلون من يعرفون أن عددا كبيرا من سكان تومبكتو هم من المغرب أو من أصول مغربية. كون والدي ثروته من بيع الصمغ العربي وجلد الحيوانات. بخصوص حياتي هناك، فقد كنت طفلا ينتمي إلى وسط ميسور في تومبكتو. كنا نعيش على الطريقة المغربية في المنزل. في العمق أشعر أنني مالي، فأنا أنتمي إلى نفس الجيل الذي ينتمي إليه القادة الماليون حاليا، لقد درسنا جميعا في نفس الثانوية.
خلال هذه الفترة، هل كنت تتردد على المغرب؟
على الإطلاق. كانت سنة 1965 أول مرة تطأ فيها أقدامي المغرب. كنت صحافيا مع مجلة “جون أفريك”، وقد تم بعثي من طرف المجلة لتغطية أحداث الدار البيضاء… عندما وصلت إلى المطار شكوا في اسمي العائلي وأبقوني عندهم لمدة 48 ساعة حتى تأكدوا أنه لا قرابة لي مع المهدي بن بركة.
لماذا اخترت إيطاليا كوجهة لإتمام دراستك العليا؟
في السنة التي كنت أجتاز فيها الباكلوريا، نظمت سفارة إيطاليا في باماكو اختبارا لاختيار أفضل العناصر، وقد تفوقت فيه وحصلت على منحة للالتحاق بمدرسة البوليتيكنيك في ميلان. كنت متفوقا بالخصوص في المواد العلمية، وهو ما كان يفتح لي آفاق أن أكون مهندسا. لم تكن قد تربت عندي الحاسة الفنية بعد رغم أنني تعاطيت قليلا للمسرح مع الأصدقاء في باماكو. هكذا بدأت قصتي الإيطالية وسافرت إلى روما سنة 1961 في سن السابعة عشرة، وهناك حصلت على الباكلوريا، وبعدها ولجت جامعة تحضيرية بهدف الاستعداد للذهاب لإتمام الدراسة في ميلان. وهنا سيتغير قدري.
تتمة الملف تجدونها في العدد 57 من مجلتكم «زمان»