كانت مملكة موريطانيا تعيش تحت التأثير الروماني، ككيان مستقل وفي سلام نسبيا، قبل أن تهتز بوحشية بسبب حدث تاريخي كبير .ففي عام 40بعد الميلاد، اغتيل الملك بطليموس بأمر من الإمبراطور كاليغولا .حينها تغيرت معالم المغرب القديم، وأصبح تحت سيطرة روما الكاملة…
شكل اغتيال بطليموس الموريطاني نقطة تحول في التاريخ، تحكمت في مصير بلد. إذ ابتداء من عام 40 الميلادي، لم يفقد الجزء الغربي من الممالك الأمازيغية المرتبطة بالإمبراطورية الرومانية سيادته فحسب، بل انقسم أيضا إلى قسمين: موريطانيا الطنجية وموريطانيا القيصرية. ولم يعد يطرح، أبدا، سؤال حول مكانته وشهرته في العالم القديم. بعد ما يزيد قليلا عن 300 عام من وجودها، أصبحت مملكة موريطانيا الطنجية إقليما رومانيا يخضع مباشرة للقرارات السياسية للمدينة الخالدة. على عكس الاعتقاد السائد، لم يكن الأمر كذلك دائما. إذ يمكن تتبع بدايات مملكة موريطانيا في القرن الثالث قبل الميلاد. ففي ذلك الوقت، اندلعت الحرب البونية الأولى بين روما وقرطاج التي وفرت الفرصة للرومان لرفع علمهم على الأراضي الإفريقية. فقد سمح تدمير قرطاج عام 146 قبل الميلاد، في الحلقة الأخيرة من هذه الحرب القديمة، لروما بالتخلص من خصمها الرئيس وتوسيع إمبراطوريتها التي أصبحت تمتد، حينئذ، إلى جنوب البحر الأبيض المتوسط. خلال هذا الصراع الطويل، تمت دعوة “الشهود“ على صدام الجبابرة هذا ليتخلوا عن الانحياز ويصبحون طرفا. وبدا أن مملكة المور مالت، منذ البداية، إلى الجانب الروماني أو بالأحرى إلى جانب أعداء قرطاج .هكذا، فإن الملك باغا، ملك موريطانيا في نهاية القرن الثالث قبل الميلاد، دعم ماسينيسا، ملك نوميديا في حربه ضد القرطاجيين. وقد استفاد ماسينيسا من هذا التحالف بشكل طبيعي مع روما، التي اعتبرت بعد ذلك مملكة موريطانيا دولة صديقة، ثم دولة تابعة، أي كيانا سياسيا مستقلا نسبيا، لكن تحت التأثيرين السياسي والاقتصادي للإمبراطورية.
سامي لقمهري
تتمة المقال تجدونها في العدد 112 من مجلتكم «زمان»