لطالما ساد الاعتقاد بأن الفينيقيين بنوا منشآت ومدنا حضرية بالمغرب. لكن اليوم باتت الاكتشافات الأثرية تقف في وجه هذه الآراء وتنسف أسسها .في هذه السطور، نتعرف على آخر الأبحاث الأركيولوجية التي تسهم في إعادة كتابة تاريخ المغرب.
لعقود طويلة، ذكرت روايات ومصادر تاريخية أن التجار الفينيقيين القادمين من أقصى شرق البحر المتوسط، من فينيقيا (لبنان حاليا) وصلوا إلى الشواطئ الأطلسية بعدما عبروا الشواطئ المتوسطية. وتضيف الروايات ذاتها أنهم بوصولهم إلى المغرب خلال القرن 9 قبل الميلاد «أسسوا حضارة، وتركوا مستوطنات ومنشآت ما تزال شاهدة عليهم»، بل إنهم «نقلوا تقنيات وأساليب عيش متقدمة لم يعرفها سكان المغرب الأقدمون». مثل هاته الروايات باتت محط تمحيص من طرف الباحثين، ولو أنها ما تزال آراء متداولة في بعض المراجع التاريخية والمقررات الدراسية. والسبب وراء تمحيصها هو البحث الأركيولوجي الذي أضحى يفند ويصحح “حقائق تاريخية“ حول أصول المغاربة. في هذا الصدد، توصل فريق علمي مغربي مؤخرا، في فبراير ،2025 إلى اكتشاف بقايا أثرية تدل على أقدم استيطان مدني وحضاري يعود للعصر البرونزي المؤرخ بالنصف الأخير للألفية الثانية قبل الميلاد، بمنطقة واد لاو، بنواحي تطوان. وهو بحث أثري “زلزل“ يقينيات راسخة عن الشعوب الأصلية بالمغرب. لهذا الغرض وللتوضيح أكثر، جلست “زمان“ مع القائم على المشروع البحثي، عالم الآثار يوسف بوكبوط، وأوضح لنا أهمية الاكتشاف في إعادة كتابة تاريخ المغرب، وكذلك نسف الادعاءات حول تبعية المغاربة للفينيقيين.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 139 من مجلتكم «زمان»