خلال منتصف القرن التاسع عشر، تفطن المغرب إلى أهمية الانفتاح على الخبرات الأجنبية، فأرسل أفواجا من طلبته قصد التبحر في شتى العلوم العصرية. لكن وعلى الرغم من كل مجهوداته، إلا أن السؤال ظل عالقا: لماذا فشلت البعثات في تحقيق أهدافها؟
دعت أوضاع المغرب خلال منتصف القرن التاسع عشر إلى ضرورة إحداث تغيير في أنظمة الحكم والإدارة في ما عرف بعمليات التحديث. وجاءت هذه الضرورة نتيجة هزيمتي المغرب في معركة إيسلي سنة ،1844 ثم بعدها في حرب تطوان .1859 لم يكن المغرب يخضع فقط لانعكاسات الهزيمتين، بل إن التحولات الكبرى التي كانت تجري بين معظم الدول الأجنبية، ونقصد تنافس الدول الأوربية على شمال إفريقيا، أحدثت أيضا تغييرا في بنية الجهاز المخزني وفي مستقبل البلاد كذلك. وهو ما اضطر السلاطين المغاربة إلى الانتباه لضرورة إصلاح بعض القطاعات، من بينها التعليم. ولم يقتصر هذا التعليم على مدارس الداخل، بل انتخبت عناصر ناشئة لإكمال دراستها خارج المغرب.
في السنة التي انهزم فيها المغرب (1844)أمام الفرنسيس، أحدث السلطان مولاي عبد الرحمان «مدرسة للمهندسين، كان موقعها بفاس الجديد جوار القصر الملكي (…) ومن المواد التي كانت تلقن فيها: الحساب والهندسة والتوقيت والتنجيم». واستمر ابنه السلطان محمد الرابع على النهج نفسه، ثم جاء بعدهما الحسن الأول حكم ما بين ،1894-1873 وأسس مدارس أخرى بمختلف المدن، هي التي كان ينتخب منها من سيتعلم بأروبا؛ مثل مدرسة المدفعية بمدينة الجديدة، ومدارس أخرى بأسفي والصويرة.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 121 من مجلتكم «زمان»