في كتابه الاستقصا، يذكر المؤرخ الناصري كيفية بناء مدينة تطوان، أو تطاوين كما يحب أن يسميها.
قال منويل: “لما استولى الإصبنيول على غرناطة خرج جماعة كبيرة من أهلها إلى المغرب فنزلوا في مرتيل قرب تطاوين. ولما نزلوا به لم يقدموا شيئا على الوفادة على سلطان فاس محمد الشيخ الوطاسي، فأجل مقدمهم ورحب بهم، فقالوا: إن ضيافتنا عندك أن تعين لنا موضعا نبني فيه بلدا يكننا ونحفظ فيه عيالنا من أهل الريف”. فأجابهم إلى مرادهم وعيّن لهم مدينة تطاوين الخربة منذ تسعين سنة وولى عليهم كبيرهم أبا الحسن المنظري، وكان رجلا شجاعا من كبار جند ابن الأحمر، وكان قد ابلى معه في حرب غرناطة البلاء الحسن ثم انتقل إلى المغرب كما قلنا، ولما عقد له الشيخ الوطاسي على أصحابه رجع بهم إلى تطاوين وشرع في بناء أسوار البلد القديم، فجدد وبنى المسجد الجامع به واستوطنه هو وجماعته، ثم أخذ في جهاد البرتغال بسبتة وبلاد الهبط إلى أن أسر منهم ثلاثة آلاف فاستخدمهم في إتمام ما بقي عليه من بناء تطاوين، واتصلت الحرب بينهم وبين برتقال سبتة كاتصالها بين أهل أمزور وبرتقال الجديدة”.
وقوله: إن بناء تطاوين كان عقب أخذ غرناطة مخالف لما يقول أهل تطاوين من أن تاريخ بنائها رمز “تفاحة”، وأن ذلك كان بإعانة الشريف أبي الحين علي بن راشد، فيظهر والله أعلم أن أبا الحسن المنظري كان قد قدم من الأندلس قبل أخذ غرناطة بسنين يسيرة موافق الرمز المذكور.