كان المخزن يرى في الجوع حينا حلا سحريا أو ضارة نافعة، كما جاء على لسان محمد الحجوي، الذي اعتبره رحمة في شكل حقنة مهدئة لتمردات القبائل: “إن المسغبة كانت فيها رحمة حيث القبائل كانت في عتو من سوس إلى وجدة فمهد الله للسلطان أمرهم وسكنوا بسبب الجوع. وانقادت له الرعية لضعفها لا لقوته”.
لكن في أحيان كثيرة كان يضطر لفتح أهرائه وأمراسه لتوزيع الأقوات وامتصاص الغضب، وكلما شح الطعام وقل الزاد في مخازنه فتح باب الاستيراد عله يقوى على سد الخصاص ودفع الحاجة. هذا في وقت كان يعتبر فيه، مثل باقي أفراد الرعية، أن تجدد كوارث الجفاف بمرتبط بمعاصي الناس وتزايد ذنوبهم ومعاصيهم، كما نقرأ في المرسوم الذي ألغى به المولى سليمان المواسم.
هذا التمثل الخاص للكوارث قاد إلى طلب الصفح والرحمة عبر صلاة الاستقساء، وهي كما سبقت الإشارة إلى ذلك كانت لا تقتصر على المسلمين فقط، بل يقوم بها اليهود أيضا طبقا لطقوسهم في هذا الشأن. وكانت هذه الصلاة الخاصة بطلب الغيث تقام عادة في زمن “الوقفة”، أي في الوقت الذي يكون فيه لإنقاذ المزروعات ممكنا إذا رقت السماء لحالها، في مقابل زمن “اليبسة”، الذي يكون فات فيه الألوان عن أي أمل في إنقاذ الموسم الفلاحي.
أي نتيجة
View All Result